responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 161


فلان مشرفى المشرق ، وصيرفىّ المنطق . البيان أصغر صفاته ، والبلاغة عفو خطراته . كأنما أوحى بالتوفيق إلى صدره ، وحسن الصواب بين طبعه وفكره .
فلان يحزّ مفاصل الكلام ، ويسبق فيها إلى درك المرام ، كأنما جمع الكلام حوله حتى انتقى منه وانتخب ، وتناول منه ما طلب ، وترك بعد ذلك أذنابا لا رؤسا ، وأجسادا لا نفوسا .
فلان يرضى بعفو الطَّبع ، ويقنع بما خفّ على السمع ، ويوجز فلا يخلّ ، ويطنب فلا يملّ ، للَّه فلان أخذ بأزمّة القول يقودها كيف أراد ، ويجذبها أنّى شاء ، فلا تعصيه بين الصّعب والذّلول ، ولا تسلمه عند الحزونة والسّهول ، كلامه يشتدّ مرّة حتى تقول الصّخر الأملس ، ويلين تارة حتى تقول الماء أو أسلس ، يقول فيصول ، ويجيب فيصيب ، ويكتب فيطبّق المفصل ، أو ينسّق الدرّ المفصّل ، ويرد مشارع الكلام وهي صافية لم تطرق ، وجامّة لم ترنّق [1] ، خاطره البرق أو أسرع لمعا ، والسّيف أو أحدّ قطعا ، والماء أو أسلس جريا ، والفلك أو أقوم هديا ؛ هو ممن يسهل الكلام على لفظه ، وتتزاحم المعاني على طبعه ، فيتناول المرمى البعيد بقريب سعيه ، ويستنبط المشرع العميق بيسير جريه ، لسانه يفلق الصّخور ، ويغيض البحور ، ويسمع الصّم ، ويستنزل العصم [2] ، خطيب لا تناله حبسة ، ولا ترتهنه لكنة ، ولا تتمشّى في خطابه رنة ، ولا تتحيّف بيانه عجمة ، ولا تعترض لسانه عقدة .
فلان رقيق الأسلة ، عذب العذبة [3] لو وضع لسانه على الشعر حلقه ، أو



[1] جامة لم ترنق : ساكنة لم تعكر
[2] العصم : جمع أعصم ، وهو الوعل يعتصم بالجبال
[3] المراد من الأسلة والعذبة طرف اللسان .

161

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست