< فهرس الموضوعات > صفة البلاغة والبلغاء < / فهرس الموضوعات > وأحكامها ، وبالملوك في سيرها وأيامها ، وأجاس الخط ، وبادية الأقلام ، مع تشاكل اللفظ وقرب المأخذ . قال الحسن : فليس في الدنيا إذا كاتب ] . وقيل لليونانى : ما البلاغة ؟ قال : تصحيح الأقسام ، واختيار الكلام . وقيل للرومي : ما البلاغة ؟ قال : حسن الاقتضاب عند البداهة ، والغزارة يوم الإطالة . وقيل للهندى : ما البلاغة ؟ قال : وضوح الدلالة ، وانتهاز الفرصة ، وحسن الإشارة . وقيل للفارسي : ما البلاغة ؟ قال : معرفة الفصل من الوصل . وقال علي بن عيسى الرّمّانى : البلاغة إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ . < فهرس الموضوعات > ومن كلام أهل العصر ، في صفة البلاغة والبلغاء < / فهرس الموضوعات > ومن كلام أهل العصر ، في صفة البلاغة والبلغاء [ قال علي بن عيسى الرماني ] : أبلغ الكلام ما حسن إيجازه ، وقل مجازه ، وكثر إعجازه ، وتناسبت صدوره وأعجازه . أبلغ الكلام ما يؤنس مسمعه ، ويوئس مضيّعه . البليغ من يجتنى من الألفاظ أنوارها [1] ، ومن المعاني ثمارها . ليست البلاغة أن يطال عنان القلم أو سنانه ، أو يبسط رهان القول وميدانه ، بل هي أن يبلغ أمد المراد بألفاظ أعيان ، ومعان أفراد ، من حيث لا تزيّد على الحاجة ، ولا إخلال يفضى إلى الفاقة . البلاغة ميدان لا يقطع إلا بسوابق الأذهان ، ولا يسلك إلا ببصائر البيان . فلان يعبث بالكلام ، ويقوده بألين زمام ، حتى كأنّ الألفاظ تتحاسد في التسابق إلى خواطره ، والمعاني تتغاير في الانثيال على أنامله . هذا كقول أبى تمام الطائي : < شعر > تغاير الشعر فيه إذ سهرت له حتى ظننت قوافيه ستقتتل < / شعر >
[1] الأنوار : جمع نور - بفتح النون وسكون الواو - وهو الزهر ، أو الأبيض منه ( م )