معانيه ، فتنزهت في زرابىّ محاسنه عيون الناظرين [1] ، وأصاخت لنمارق [2] بهجته آذان السامعين . وقال الماتح : أبين الكلام ما علقت وذم ألفاظه ببكرة معانيه [3] ، ثم أرسلته في قليب الفطن [4] فمتحت به سقاء يكشف الشهات ، واستنبطت به معنى يروى من ظمأ المشكلات . وقال الخياط : البلاغة قميص ؛ فجربّانه البيان [5] ، وجيبه المعرفة ، وكمّاه الوجازة ، ودخاريصه الإفهام [6] ، ودروزه الحلاوة [7] ، ولابس جسده اللفظ ، وروحه المعنى . وقال الصّباغ : أحسن الكلام ما لم تنض بهجة إيجازه [8] ، ولم تكشف صبغة إعجازه ، قد صقلته يد الرويّة من كمود الإشكال ، فراع كواعب الآداب ، وألَّف عذارى الألباب . وقال الحانك : أحسن الكلام ما اتّصلت لحمة ألفاظه بسدى معانيه [9] فخرج مفوّفا منيّرا ، وموشّى محبّرا . وقال البزاز [10] : أحسن الكلام ما صدق رقم ألفاظه ، وحسن نشر معانيه فلم يستعجم عنك نشر ، ولم يستبهم عليك طىّ . وقال الرائض : خير الكلام ما لم يخرج عن حدّ التّخليع [11] ، إلى منزلة
[1] الزرابى : واحدها زربى - بالكسر ويضم - وهو كل ما بسط واتكىء عليه [2] النمارق : واحدتها النمرقة - بالتثليث - وهي الوسادة الصغيرة [3] الوذم : الدلو [4] القليب : البئر [5] الجربان : الطوق [6] الدخاريص : فتحات الأزرار [7] الدروز : الأطراف الرقاق [8] لم تنض : لم تمح [9] اللحمة والسدي : ما يسدى ويلحم به الثوب [10] البزاز : بائع البز ، بالفتح ، وهو الثياب أو متاع البيت من الثياب [11] التخليع : هز المنكبين في المشي ( م )