responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 149


الإشارة ، وحسن الاختصار ، ودقة المدخل ، يكون ظهور المعنى . وكلما كانت الدلالة أوضح وأفصح ، وكانت الإشارة أبين وأنور ، كانت أنفع وأنجع في البيان .
والدلالة الظاهرة على المعنى الخفي هو البيان الذي سمعت اللَّه يمدحه ، ويدعو إليه ، ويحثّ عليه ؛ بذلك نطق القرآن ، وبذلك تفاخرت العرب ، وتفاضلت أصناف العجم .
والبيان : اسم لكل شئ كشف لك عن قناع المعنى ، وهتك لك الحجب دون الضمير ، حتى يفضى السامع إلى حقيقته ، ويهجم على محصوله ، كائنا ما كان ذلك البيان ، ومن أي جنس كان ذلك الدليل ؛ لأنّ مدار الأمر والغاية التي إليها يجرى القائل والسامع إنما هو الفهم والإفهام ؛ فبأىّ شئ بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع .
ثم اعلم - حفظك اللَّه ! - أنّ حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ ؛ لأنّ المعاني مبسوطة إلى غير غاية ، وأسماء المعاني محصورة معدودة ، ومحصّلة محدودة .
وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ أو غيره خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد : أولها اللَّفظ ، ثم الإشارة ، ثم العقد ، ثم الخطَّ ، ثم الحال التي تسمى نصبة . والنّصبة هي الحال الدالة التي تقوم مقام تلك الأصناف ، ولا تقصر عن تلك الدلالات .
ولكل واحدة من هذه الدلائل الخمسة صورة بائنة [1] من صورة صاحبتها ، وحلية مخالفة لحلية أختها ؛ وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة ، وعن حقائقها في التفسير ، وعن أجناسها وأقدارها ، وعن خاصها وعامّها ، وعن طبقاتها في السارّ والضار ، وعما يكون منها لغوا بهرجا [2] ، وساقطا مطَّرحا .



[1] صورة بائنة : متميزة يظهر فرق ما بينها وبين صاحبتها ( م )
[2] بهرج : ردئ .

149

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست