responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 147


< شعر > يكفى قليل كلامه ، وكثيره ثبت ، إذا طال النّضال ، مصيب [1] < / شعر > وأنشد أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد [2] ولم يسمّ قائله ، وهو مولَّد ولم ينقصه توليده من حظَّ القديم شيئا :
< شعر > طبيب بداء فنون الكلام لم يعى يوما ولم يهذر فإن هو أطنب في خطبة قضى للمطيل على المنزر [3] وإن هو أوجز في خطبة قضى للمقلّ على المكثر < / شعر > وقال آخر يصف خطيبا :
< شعر > فإذا تكلَّم خلته متكلَّما بجميع عدّة ألسن الخطباء فكأن آدم كان علَّمه الَّذى قد كان علَّمه من الأسماء < / شعر > وكان أبو داود يقول : تلخيص المعاني رفق ، والاستعانة بالغريب عجز ، والتشدق في الإعراب نقص ، والنظر في عيون الناس عيّ ، ومسّ اللحية هلك ، والخروج عما بنى عليه الكلام إسهاب .
وقال بعضهم يهجو رجلا بالعى :
< شعر > ملىء ببهر والتفات وسعلة ومسحة عثنون وفتل الأصابع [4] < / شعر > ووصف العتابي [5] رجلا بليغا فقال : كان يظهر ما غمض من الحجّة ،



[1] ثبت : متثبت
[2] كان المبرد إمام العربية ببغداد في زمانه ، وكان فصيحا بليغا مفوها صاحب نوادر وظرف ، وكان جميلا ، لا سيما في صباه ، ولما صنف المازني كتاب الألف واللام سأل المبرد عن دقيقه وعويصه ، فأجابه بأحسن جواب ، فقال له : قم فأنت المبرد ، بكسر الراء ، أي المثبت للحق ، فغيره الكوفيون وفتحوا الراء . ولد في سنة 210 وتوفى سنة 285
[3] المنزر : المقل .
[4] البهر : تتابع النفس وانقطاعه من الإعياء . والعثنون : اللحية .
[5] العتابي : هو كلثوم بن عمرو . أصله من الشام من أرض قنسرين ، صحب البرامكة ، ثم صحب طاهر بن الحسين وعلي بن هشام القائدين ، وكان حسن الاعتذار في رسائله وشعره ، يشبه في المحدثين بالنابغة في الجاهلية . ومن جيد شعره قوله في جعفر بن يحيى وقد كان بلغ الرشيد عنه ما أهدر به دمه فخلصه جعفر : < شعر > ما زلت في غمرات الموت مطرحا يضيق عنى فسيح الرأي من حيلى فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي حتى اختلست حياتي من يدي أجلى < / شعر > وكانت وفاة العتابي سنة 220

147

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست