< فهرس الموضوعات > الإطالة والإيجاز < / فهرس الموضوعات > ومنها ما يكون ابتداء ، ومنها ما يكون جوابا ، ومنها ما يكون سجعا ، ومنها ما يكون خطبا ، ومنها ما يكون رسائل ؛ فغاية هذه الأبواب الوحي فيها والإشارة إلى المعنى ؛ والإيجاز هو البلاغة ، فأما الخطب فيما بين السّماطين [1] وفي إصلاح ذات البين ، فالإكثار في غير خطل [2] ، والإطالة في غير إملال ، ولكن ليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك ، كما أنّ خير أبيات الشعر البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته ( كأنه يقول فرّق بين صدر خطبة النكاح وخطبة العيد وخطبة الصلح وخطبة التّواهب ، حتى يكون لكل فنّ من ذلك صدر يدل على عجزه [3] ) فإنه لا خير في كلام لا يدلّ على معناك ، ولا يشير إلى مغزاك ، وإلى العمود الذي إليه قصدت ، والغرض الذي إليه نزعت . فقيل له : فإن ملّ المستمع الإطالة التي ذكرت أنها أحقّ بذلك الموضع ؟ قال : إذا أعطيت كلّ مقام حقّه ، وقمت بالذي يجب من سياسة الكلام ، وأرضيت من يعرف حقوق ذلك ، فلا تهتم لما فاتك من رضا الحاسد والعدو ؛ فإنهما لا يرضيان بشئ ؛ فأما الجاهل فلست منه وليس منك ، ورضا جميع الناس شئ لا ينال . < فهرس الموضوعات > [ الإطالة والإيجاز ] < / فهرس الموضوعات > [ الإطالة والإيجاز ] وقد مدحوا الإطالة في مكانها ، كما مدحوا الإيجاز في مكانه . قال أبو داود [ ابن جرير ] في خطباء إياد : < شعر > يرمون بالخطب الطوال ، وتارة وحى الملاحظ خيفة الرقباء [4] < / شعر > قال أبو وجزة السعدي يصف كلام رجل :
[1] بين السماطين : الصفين . [2] الخطل : السخف [3] ما وضعناه بين قوس أثبته المؤلف توضيحا لكلام ابن المقفع [4] المراد من وحى الملاحظ إشارة العيون .