< فهرس الموضوعات > الابتداء بحمد اللَّه < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > بدء الكتاب < / فهرس الموضوعات > بدء الكتاب قد تمّ ما استفتحت به التأليف ، وجعلته مقدمة التصنيف ، مع ما اقترن به ، وانضاف إليه ، والتفّ به ، وانعطف عليه ، ورأيت أن أبتدىء مقدّمات البلاغات بغرر التحاميد وأوصافها [1] ، وما يتعلَّق بأثنائها وأطرافها . وقد قال سهل بن هارون في أول كتاب عمله : يجب على كلّ مبتدىء مقالة أن يبتدئ بحمد اللَّه قبل استفتاحها ، كما بدىء بالنعمة قبل استحقاقها . ولأهل العصر : أولى ما فغر به الناطق فمه [2] وافتتح به كلمه ، حمد اللَّه جلّ ثناؤه ، وتقدّست أسماؤه . حمد اللَّه خير ما ابتدىء به القول وختم ، وافتتح به الخطاب وتمّم . وقال أبو العباس عبد اللَّه بن المعتز باللَّه : إنّ اللَّه جلّ ثناؤه لا يمثّل بنظير ، ولا يغلب بظهير [3] ، جلّ عن موقع تحصيل أدوات البشر ، ولطف عن ألحاظ خطرات الفكر ، لا يحمد إلا بتوفيق منه يقتضى حمدا ، فمتى تحصى نعماؤه ، وتكافأ آلاؤه ؟ عجز أقصى الشكر عن أداء نعمته ، وتضاءل ما خلق في سعة قدرته ؛ قدر فقدّر ، وحكم فأحكم ؛ وجعل الدّين جامعا لشمل عباده ، والشرائع منارا على سبيل طاعته ؛ يتبعها أهل اليقين به ، ويحيد عنها أهل الشك فيه . أخذ أبو العباس قوله : « ولا يحمد إلا بتوفيق منه يقتضى حمدا » من قول محمود بن الحسن الوراق : < شعر > إذا كان شكري نعمة اللَّه نعمة علىّ له في مثلها يجب الشّكر فكيف بلوغ الشّكر إلَّا بفضله وإن طالت الأيام واتّصل العمر < / شعر >
[1] كذا في المطبوعات كلها ، ولو كان « وأوضاحها » لكان أطرف ، وإن لم يتم به التسجيع على الشائع من طريقة المؤلف ( م ) [2] فغر : فتح [3] الظهير : المعين