< شعر > هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت الأسد أسد الشّرى والبأس محتدم [1] يأبى لهم أن يحلّ الذّمّ ساحتهم خيم كريم وأيد بالنّدى هضم [2] لا ينقص العسر بسطا من أكفّهم سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا أىّ الخلائق ليست في رقابهم لأوليّة هذا أو له نعم [3] من يعرف اللَّه يعرف أوليّته فالدين من بيت هذا ناله الأمم وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم < / شعر > وقد روى أن الحزين الكناني وفد على عبد اللَّه بن عبد الملك بن مروان وهو أمير على مصر فأنشده قصيدة منها : < شعر > لما وقفت عليه في الجموع ضحى وقد تعرّضت الحجّاب والخدم حيبته بسلام وهو مرتفق وضجّة القوم عند الباب تزدحم [4] < / شعر > في كفه خيرزان . . . - والبيت الذي يليه . ويقال : إنها لداود بن سلم في قثم بن العباس بن عبيد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب ، وهو الذي يقول فيه الأخطل : < شعر > ولقد غدوت على التّجار بمسمح هرّت عواذله هرير الأكلب [5] لذّ يقبّله النعيم ، كأنما مسحت ترائبه بماء مذهب [6] لبّاس أردية الملوك تروقه من كل مرتقب عيون الرّبرب [7] ينظرن من خلل السّتور إذا بدا نظر الهجان إلى الفنيق المصعب [8] < / شعر >
[1] الأزمة : الشدة ، والشرى : جبيل بتهامة كثير السباع . [2] هضم : جمع هضيم ، وهو كثير الإنفاق [3] المراد بالأولية الآباء والأجداد [4] مرتفق : متكئ على مرفقه [5] هرت : صاحت . [6] الترائب : موضع القلادة من الصدر ، والمذهب : الممزوج بالذهب . [7] الربرب : الظباء ، والمراد بها النساء [8] المصعب : الجمل الذي لم يركب ، والفنيق : المكرم ، والهجان : الإبل البيض .