responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 99


فلئن كانت الأَنْفُس غيرَ طَيبةٍ لفراقك ؛ إنها غيرُ شاكَّةٍ أنْ قد خِيرَ لَك ، وإنك وأَخاك لَسَيدَا شَبَابِ أهل الجنة ، فعليكَ يا أبا محمد منا السلام .
وقام رجلٌ من ولد أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب على قَبْرِهِ ، فقال : إن أقدامَكم قد نَقَلَت ، وإنَّ أعناقكم قد حَمَلَتْ إلى هذا القبر وَلياً من أولياء اللّه يُبَشَرَ نبيّ الله بمقدمه ، وتُفَتحُ أبوابُ السماء لروحه ، وتبتهجُ الحورُ العِين بلقائه [1] ، ويَأنَسُ به سادةُ أهل الجنة من أُمَّته ، ويوحِش أهلَ الحِجَا والدين فَقْدُه ، رحمة اللّه عليه ، وعنده تحْتَسَبُ المصيبةُ به .
ألفاظ لأهل العصر في ذكر المصيبة بأبناء النبوّة قد نُعيَ سليل من سُلالة النبوة ، وفَرْعٌ من شجرة الرسالة ، وعُضوٌ من أعضاء الرسول ، وجزءٌ من أجزاء الوصِيَ والبَتُول [2] . كتبت وليتني ما كتبت وأنا ناعِي الفضل من أقطاره ، وداعي المجدِ إلى شَق ثوبِهِ وصِدَاره ، ومخبر أنَّ شمس الكرم وَاجِبة [3] ، والمآثر مودِّعة ، وبقايا النبوَة مرتفعة ، وآمالَ الإمامة منقطعة ، والدينَ منخذِلٌ واجم [4] ، وللتقوى دَمْعَان هامٍ وساجم . كتابي وقد شلَّتْ يمينُ الدَهْر ، وفُقئت عينُ المجد ، وقَصُرَ باعُ الفضْل ، وكُسِفَت شمسُ المساعي ، وخُسِفَ قمر المعالي ، وتجدَدَ في بيت الرسالة رُزْء جَدَدَ المصائب ، واستعادَ النوائب ؛ كل هذا لفقْدِ من حَط الكرمُ برَبْعِه ، ثم أدرج في بُرْدِه ، وامتزج المجدُ به ، فدفِنَ بدَفْنِه ، إنها لمصيبةٌ عمتْ بَيْتَ الرسالة ، وغضت طَرْف الإمامة ، وتحيفت جانبَ الوَحْي المنزَل ، وذكَرت بموت النبي المرسل . كتبت والدهرُ ينعي مهجَتَه



[1] الحور العين : لقب نساء أهل الجنة ، والحور : جمع حوراء ، من الحور بالتحريك وهو أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها ، أو هو اسوداد العين كلها مثل عيون الظباء ، والعين : جمع عيناء وهي الحلوة العينين
[2] الوصي : هو علي بن أبي طالب ، والبتول : لقب فاطمة الزهراء ( م )
[3] وجبت الشمس : غابت
[4] واجم : مطرق عبوس ( 5 ) تحيف : انتقصت ( م )

99

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست