responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 90


فيهم ، ولا جديداً لديهم ، حتى جعله إرْثاً عن الآباء ، يتوارَثَهُ سائرُ الأبناء ، ثم لم يَرْضَ أن يكون في الآباء حتى جعله موروثاً عن آبائهم ، وهذا لو تكلفه متكلّف فتي المنثور دون الموزون لما كان له هذا الاقتدار مع هذا الاختصار .
وكانت قريشٌ معجبةً بشعر زُهَيْر ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنَا قد سمعْنا كلامَ الخطباء والبلغاء ، وكلامَ ابن أبي سلمى ، فما سمعْنا مثلَ كلامه من أحد ؛ فجعلوا ابنَ أبي سُلْمَى نهايةً في التجويد ، كما ترى .
وذُكِرَ أن عمرَ بن الخطاب ، رضي الله عنه قال : إن من أشعر شعرائكم زُهَيراً ، كان لا يُعاظل بين الكلام [1] ، ولا يتبع حُوشيهُ ، ولا يمدح الرجلَ إلا بما يكون في الرجال .
وأخذ معنى قولِ زُهَير :
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم طُرَيْحُ بن إسماعيل الثَّقَفي [2] ، فقال لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي السفاح : المسرح قَدْ طَلبَ الناسُ ما بلغْتَ ولَم . . . يَأْلُوا فما قَارَبوا وقَدْ جَهِدُوا [3] فهم مُلوك ما لم يَرَوْكَ ، فإن . . . لاحَ لهمْ مِنْكَ بارقٌ خَمَدُوا تعروهُمُ رِعْدَةٌ لديكَ كما . . . قُرْقِفَ تحت الدجُنَة الصَرِدُ [4] لا خوفَ ظُلم ولا قِلَى خُلُق . . . لكن جلاَلاً كَسَاكَهُ الصَّمدُ [5] ما يُبقك اللَهُ للأنام فَما . . . يفقدْ من العالمين مفتقدُ [6] وقال معاوية رحمه اللّه : المروءةُ : احتمال الجريرة [7] . ، وإصلاحُ أمر العشيرة ؛ والنبلُ : الحلم عند الغضب ، والعفوُ عند المقدرة .



[1] يعاظل : يكرر ويردد . وفي الأصل « يفاصل » وهو تحريف
[2] شاعر مجيد توفى نحو سنة 170
[3] جهدوا : تبعوا
[4] قرقف على صيفة المفعول : أرعد ، والدجنة : الظلمة ، والصرد : الذي يشكو قسوة البرد
[5] القلى : البغض
[6] ما في هذا البيت شرطية
[7] الجريرة : الجناية ، واحتمال الجريرة : كناية عن دفع الدية لئلا يؤخذ الجاني بجنايته

90

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست