مقدمة الناشر احياء التراث العربي ، بتحقيقه تحقيقا علميا دقيقا وضبطه وشرح ما غمض من معانيه ومراجعة نصوصه الأصلية ؛ مهمة جليلة ومسؤولية بالغة تصدى لها العديد من أكفأ وأخلص رجالات الأدب في عصرنا الحاضر ، وفي طليعتهم الدكتور زكي مبارك . . . إن تحقيق هذه الروائع الأدبية وشرحها رسالة سامية . . . وكذلك نشرها وتقديمها إلى القارئ العربي بالصورة اللائقة ؛ رسالة يتصدى لحملها الناشر الواعي لأهمية تراثنا العربي المقدّر لقيمته ، الحريص على إغناء الثقافة العربية ، والباذل لكل جهد مهما عظم في سبيل تقديم روائع القديم في أبهى وأحدث حلة تبويبا وإخراجا وطباعة . بين روائع التراث العربي يتألق كتاب « زهر الآداب ، وثمر الألباب » كالدرة النادرة ، وقد زاد من قيمته جهد لا يقارن به جهد بذله الأديب العملاق ، الدكتور زكي مبارك في تحقيقه وضبطه وشرح نصوصه . كتاب « جمع كلّ غريبة » . بل خزانة من خزائن الأدب العربي عامرة بأخبار الأدب والأدباء ، حافلة بألوان البلاغة والشعر والانشاء وبكل ما يصور بصدق العصر الذي عاش فيه مؤلفه أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني في القرن الخامس الهجري ، ويبين بوضوح العادات الاجتماعية التي كانت محمودة في عصره ؛ حتى أن دارس الآداب المهتم بذلك العصر ليكتفي بدراسة هذا الكتاب كمرجع رئيسي شامل .