responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 306


وخصّ أحدهما بالرواية ؛ وسأذكر منها ما لا يخلّ طوله بالشرط المعقود ، ولا ينافي حصوله الغرض المقصود [1] .
كتب إلى أبى نصر أحمد بن علي الميكالى :
كتابي - أعز اللَّه الأمير ! - وبودّى أن أكونه ، فأسعد به دونه ، ولكنّ الحريص محروم ، لو بلغ الرزق فاه ، لولَّاه قفاه . فرّق اللَّه بين الأيام ، تفريقها بين الكرام ، وألهمها أن تورد بعقل ، وتصدر بتمييز ، وما ذلك على اللَّه بعزيز ، وأنا في مفاتحة الأمير ، بين ثقة تعد ، ويد ترتعد ، ولم لا يكون ذلك ؟ والبحر وإن لم أره ، فقد سمعت خبره ، ومن رأى من السيف أثره ، فقد عاين أكثره ، والليث وإن لم ألقه ، فلم أجهل خلقه ، وما وراء ذلك من تالد أصل وحسب ، وطارف فضل وأدب ، وبعد همة وصيت ، فمعلوم تشهد به الدفاتر ، والخبر المتواتر ، وتنطق به الأشعار ، كما تصدق به الآثار ، والعين أقلّ الحواس إدراكا ، والأذن أكثرها استمساكا ، وإن بعدت الدار فلا ضير ؛ إنّ أيسر البعدين بعد الدارين ، وخير القربين قرب القلبين .
وكتب إليه في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة :
الأمير الفاضل ، والشيخ الرئيس ، رفيع مناط الهمة ، بعيد منال الحرمة ، وفسيح مجال الفضل ، رحيب منخرق الجود ، رطيب مكسر العود



[1] مؤدى هذا الكلام أن بديع الزمان ليس مبتكر فن المقامات ، وأنه حاكى ابن دريد في أحاديثه ؛ وقد استغللت هذا النص في كتابي الذي وضعته بالفرنسية عن النثر في القرن الرابع . وقد دهش المسيو مارسيه لهذه الفكرة ، وعجب كيف اتفق الناس إلى اليوم على أن البديع هو منشىء فن المقامات ، ولكني من جانب آخر أذكر أنى لم أن مثل هذا الكلام في غير زهر الآداب ، ولا أزال أتلمس له مصدرا آخر ، ولم أعثر على شئ إلى اليوم ، ويزيد في الدهشة أن صاحب زهر الآداب يروى المسألة على أنها مقبولة معروفة لم تمس بنقض ولا تكذيب ، وقد نقلها عنه ياقوب في معجم الأدباء

306

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست