responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 266


ذيول الهوى [1] ، وركض [2] في ميدان التصابى ، وجنى ثمرات الملاهي . هو في اقتبال شبابه ، وحداثة أترابه [3] ، وريعان عمره ، وعنفوان أمره ، هو في إبّان شبابه واعتداله وريعان إقباله واقتباله . بعثه على ذلك أشر الصبا ، ولين الغصن ، وشرخ الشبيبة وسكر الحداثة . فتىّ السّن ، رطيب الغصن ، عمره في إقباله ، ونشاطه في استقباله ، وشبابه في اقتباله ، وماؤه بحاله . فلان في حكم الأطفال ، الذين لم يعضّوا على نواجذ الرجال . هو في عنفوان شبيبة تخاف سقطاتها وهفواتها ، ولا يؤمن جيحاتها ونزواتها . هو في سكرى الشباب والشراب ، وبين نزوات الشبان ، ونزغات الشيطان . شبابه أعمى عن الرشد ، أصمّ عن العذل ، قد لبّى داعى هواه ، وانغمس في لجّة صباه . قد هجم بسكر الحداثة على سكرات الحوادث ، يجرى إلى الصّبا جرى الصّبا . فلان غفل من سمة التّجربة ، جامح في عذار الغفلة ، صعب الرأس [4] على لجام العظة . هو من سلطان الصّبا في النّوبة الأولى ، قد خلع عذاره ومقوده ، وألقى إلى البطالة باعه ويده . هو بين خمار الغداة وسكر العشى [5] لا يعرف الصّحو ، ولا يفارق اللهو . فلان لا يفيق ، ولا يذكر التوفيق ، هو بين غرر الشباب ، وغرر الأحباب .
ويتعلق بهذه الألفاظ لهم في نجابة الشباب وترشحهم للمعالى قد جمع نضارة الشباب إلى أبّهة المشيب ، وهو على حدوث ميلاده وقرب إسناده شيخ قدر وهيبة ، وإن لم يكن شيخ سنّ وشيبة . هو بين شباب مقتبل ، وعقل مكتمل ، قد لبس برد شبابه على عقل كهل ، ورأى جزل ، ومنطق فصل .
للدهر فيه مقاصد ، وللأيام فيه مواعد ، أرى له في فصل ضمان الأيام وودائع الحظوظ



[1] أذال : أهان
[2] ركض : جرى
[3] الأتراب : المتساوون في السن .
[4] أحسبه « صعب المراس » ( م )
[5] الخمار بالضم - ما يعترى - الشارب من الألم عند فقد الشرب

266

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست