< شعر > بعيد مثاني الهمّ يمسى وماله سوى اللَّه والعضب السّريجى صاحب [1] يروم جسيمات العلا فينالها فتى في جسيمات المكارم راغب فإن يمس وحشا بابه فلربما تواتر أفواجا إليه المواكب [2] يحيّون بسّاما كأنّ جبينه هلال بدا وانجاب عنه السحائب وما غائب من غاب يرجى إيابه ولكنه من ضمّن اللَّحد غائب < / شعر > وزعم الصولي أن أباحيّة إنما قالها في محمد بن سليمان بن علي بن عبيد اللَّه بن العباس . وكان أبو حيّة جيد الطبع ، مألوف الكلام ، رقيق حواشي الشعر . [ مجنون بنى عامر ] وسئل الأصمعي عن قيس بن الملوح المجنون ، فقال : لم يكن مجنونا ، وإنما كانت به لوثة كلوثة أبى حيّة [3] ، وهو القائل : < شعر > رمتني وستر اللَّه بيني وبينها عشية أحجار الكناس رميم رميم التي قالت لجارات بيتها : ضمنت لكم ألَّا يزال يهيم ألا ربّ يوم لو رمتني رميتها ولكنّ عهدي بالنضال قديم فيا عجبا من قاتل لي أوده أشاط دمى شخص علىّ كريم [4] يرى الناس أنى قد سلوت ، وإنني لمدنف أحناء الضلوع سقيم [5] < / شعر > وأنشدني إسحاق بن إبراهيم الموصلي في مثله ، ولم يسم قائله : < شعر > هل الأدم كالآرام والزّهر كالدمى معاودتى أيامهنّ الصوالح [6] < / شعر >
[1] السريجى : نسبة إلى سريج ، وهو قين كان مضرب المثل في صنع السيوف [2] وحش : موحش لا أنيس به [3] اللوثة - بالضم - مس الجنون [4] أشاط : أحرق [5] المدنف : هو المريض ثقل عليه المرض ، والأحناء : جمع حنو ، بالكسر والفتح ، وهو كل ما فيه اعوجاج من عظم البدن [6] الأدم : جمع أدماء وهي السمراء ، والزهر : جمع زهراء وهي البيضاء . وفي الأصل ( الدهر ) وهو تحريف - و « كالآرام » متعلق بمحذوف حال من الأدم ، ومثله « كالدمى » وقوله « معاودتى » خبر المبتدأ ( م )