قيمة زهر الآداب كان المتقدمون يعنون بدراسة الكامل للمبرد ، والبيان والتبيين للجاحظ ، وأدب الكاتب لابن قتيبة ، والنوادر لأبى على القالى ، وكانت هذه الكتب أصول الأدب عندهم كما ذكر ابن خلدون ، وعندي أن زهر الآداب أغزر مادة ، وأكبر قيمة من جميع تلك المصنّفات ؛ لأن ذوق الحصري ذوق أدبىّ صرف ، أما أولئك فقد كانت أهواؤهم موزعة بين اللغة ، والرواية ، والنحو ، والتصريف . إن زهر الآداب دائرة معارف أدبية ، شاء اللَّه أن تسلم من جناية الليالي ، والحمد للَّه على أن كنت الموفّق إلى إحياء هذا الأثر النفيس . محمد زكى عبد السلام مبارك 22 فبراير سنة 1925