responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 154


نسخة لم تحرّر بصواب ؛ لأنه ليس أحد أولى بالأناة وبالرويّة من كاتب يعرض عقله ، وينشر بلاغته ؛ فينبغي له أن يعمل النسخ ويرويها ، ويقبل عفو القريحة ولا يستكرهها ، ويعمل على أن جميع الناس أعداء له ، عارفون بكتابه ، منتقدون عليه ، متفرغون إليه .
وقال آخر : إنّ لابتداء الكلام فتنة تروق ، وجدة تعجب ، فإذا سكنت القريحة ، وعدل التأمّل ، وصفت النّفس ، فليعد النظر ، وليكن فرحه بإحسانه ، مساويا لغمّه بإساءته ؛ فقد قالت الخوارج لعبد اللَّه بن وهب الراسبي : نبايعك الساعة فقد رأينا ذلك ، فقال : دعوا الرأي حتى يبلغ أناته ، فإنه لا خير في الرأي الفطير ، والكلام القضيب [1] .
وقال معاوية بن أبي سفيان رحمه اللَّه لعبد اللَّه بن جعفر : ما عندك في كذا وكذا ؟ فقال : أريد أن أصقل عقلي بنومة القائلة [2] ، ثم أروح فأقول بعد ما عندي قال الشاعر :
< شعر > إن الحديث تغرّ القوم جلوته حتى يغيّره بالوزن مضمار [3] فعند ذلك تستكفى بلاغته أو يستمرّ به عىّ وإكثار < / شعر > وقالوا : كل مجر بالخلاء يسرّ [4] ، وقال أبو الطيب المتنبي :
< شعر > وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطَّعن وحده والنّزالا < / شعر > وكان قلم بن المقفع يقف كثيرا ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن الكلام يزدحم في صدري ، فيقف قلمي ليتخيّر .



[1] الرأي الفطير : الذي لم ينضج ، والكلام القضيب : المرتجل
[2] نومة القائلة : نومة الظهيرة
[3] الجلوة : الزينة
[4] يريد أن الذي يجرى فرسه بالخلاء يسر بظفره حيث لا مناضل ، وهو مثل في التهكم .

154

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست