إلى التشبيهات ، ومن الشعر إلى النثر ، ومن المطبوع إلى المصنوع ، وهذه الطريقة من أهم الطَّرق في التأليف ، وإن عابها من لا يفرق بين الموضوعات العلمية ، والموضوعات الأدبية . ذكروا أنه ترك كتابا اسمه « المصون في سر الهوى المكنون » في مجلد واحد ، فيه ملح وآداب ، أما كتابه الخالد فهو « زهر الآداب ، وثمر الألباب » وإنه ليسجع حتى في تسمية كتبه ، وكذلك كان يفعل في عهده المؤلفون . التعريف بزهر الآداب كان المتقدمون لا يصفون زهر الآداب إلا بأنه « جمع كلّ غريبة » وهو وصف صادق ، وإني ذاكز هنا بعض صفات هذا الكتاب ، وعلى الأخص الصفات التي تعين منهج مؤلَّفه ، وتميز اتجاه بعض الأفكار في العصر الذي عاش فيه . وإنا لنجده : أولا : يهتم ببراعة المطلع ، وحسن الختام ، فيبدأ كتابه بهذه الجملة : « الحمد للَّه الذي اختص الإنسان بفضيلة البيان ، وصلى اللَّه على محمد خاتم النبيين ، المرسل بالنور المبين ، والكتاب المستبين ، الذي تحدّى الخلق أن يأتوا بمثله ، فعجزوا عنه ، وأقروا بفضله ، وعلى آله وسلم تسليما كثيرا » ويختمه بهذه العبارة : « وقال ابن الأعرابي : أمدح بيت قاله المحدثون قول أبى نواس : < شعر > أخذت بحبل من حبال محمّد أمنت به من طارق الحدثان [1] » . < / شعر > ثانيا : يعنى عناية خاصة بالكلام عن الصحابة والتابعين ، فينقل أخبارهم ، ويدوّن آثارهم ، وكانت هذه فيما يظهر عادة إسلامية ، في ذلك الحين .
[1] في بعض النسخ الخطية فصل في صفات اللَّه - عز وجل - ختم به الكتاب وذلك توفيق في حسن الختام - هكذا ، وفي نسخة أن ختام الكتاب فصل في ذكر النبي صلى اللَّه عليه وسلم ( م ) .