< شعر > قتلت أبرّ من ركب المطايا وجئتك أستلينك بالكلام وعزّ علىّ أن ألقاك إلَّا وفيما بيننا حدّ الحسام ولكنّ الجناح إذا أصيبت قوادمه يرف على الإكام [1] < / شعر > فقال له : وما حاجتك ؟ قال : العفو عن ابن هذه المرأة ! فتركه . وسئل العباس بن الحسين عن رجل ، فقال لجليسه : أطرب من الإبل على الحداء ، ومن الثمل على الغناء . وذكر العباس رجلا فقال : ما الحمام على الأحرار ، وطول السّقم في الأسفار ، وعظم الدّين على الإقتار ، بأشدّ من لقائه . وقال العباس بن الحسين للمأمون : يا أمير المؤمنين ؛ إن لساني ينطلق بمدحك غائبا ، وقد أحببت أن يتزيّد عندك حاضرا ، أفتأذن لي يا أمير المؤمنين في الكلام ؟ فقال له : قل ؛ فو اللَّه إنك لتقول فتحسن ، وتحضر فتزبّن ، وتغيب فتؤتمن ، فقال : ما بعد هذا كلام يا أمير المؤمنين ! أفتأذن بالسكوت ؟ قال : إذا شئت . وذكر رجلا بليغا فقال : ما شبّهت كلامه إلا بثعبان ينهال بين رمال ، وماء يتغلغل بين جبال . وسمع المنتجع بن نبهان كلام العباس بن الحسين ، فقال : هذا كلام يدلّ سائره على غابره [2] وأوله على آخره . وسأل المأمون العباس بن الحسين عن رجل ؟ فقال : رأيت له حلما وأناة ، ولم أسمع لحنا ولا إحالة [3] ؛ يحدّثك الحديث على مطاويه [4] ، وينشدك الشعر على مدارجه .
[1] القوادم : مقدم الريش ، ولا كذلك الخوافي ، والإكام : جمع أكمة . [2] سائره : باقيه ، وغابره : ماضيه [3] الإحالة : التكلم بالمحال [4] على مطاويه : على خفاياه