< شعر > أنس حرائر ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهنّ حرام [1] يحسبن من لين الحديث دوانيا ويصدّهنّ عن الخنا الإسلام [2] < / شعر > قال : وهذا كما روى أنّ عبد الملك بن مروان استقبل عمر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي ، فقال له : قد علمت قريش أنّك أطولها صبوة ، وأبعدها توبة ، ويحك ! أمالك في نساء قريش ما يكفيك من نساء بنى عبد مناف [3] ؟ ألست القائل : < شعر > نظرت إليها بالمحصّب من منى ولى نظر لولا التحرّح عارم [4] فقلت : أصبح أم مصابيح راهب بدت لك خلف السّجف أم أنت حالم [5] بعيدة مهوى القرط إمّا لنوفل أبوها وإمّا عبد شمس وهاشم [6] < / شعر > فقال : يا أمير المؤمنين ، فإنّ بعد هذا : < شعر > طلبن الهوى حتى إذا ما وجدنه صدرن وهنّ المسلمات الكرائم [7] < / شعر > فاستحيا منه عبد الملك ، وقضى حوائجه ووصله . وقال آخر في هذا المعنى : < شعر > تعطَّلن إلا من محاسن أوجه فهنّ حوال في الصفات عواطل [8] كواس عوار صامتات نواطق بعفّ الكلام باخلات بواذل [9] برزن عفافا واحتجبن تستّرا وشيب بحقّ القول منهنّ باطل [10] < / شعر >
[1] أنس : آنسات [2] الخنا : الفحش ، وفي نسخة « زوانيا » [3] كذا ، وأعتقد أن صوابه « ما يكفك عن نساء بنى عبد مناف » ( م ) [4] عارم بالراء المهملة : طامع شرس وفي الأصل « عازم » بالزاي المعجمة ، وأرجح أنه تحريف [5] السجف بفتح السين أو كسرها : الستر [6] القرط : حلى يعلق في الأذن . وبعد مهوى القرط : كناية عن طول العنق [7] صدرن : رجعن [8] حوال : جمع حالية ، والعواطل : جمع عاطل ، وهي التي تعطلت من الحلى . [9] كواس : جمع كاسية ، والعف : العفيف [10] شيب : مزج