responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 103


حالهم ، على أنّ إدراك ذلك كان لا يعدمهم في الأيام القليلة العدّة ، والفكرة القصيرة المدّة ، ولكنهم من بين مغمور بالجهل ، ومفتون بالعجب ، ومعدول بالهوى عن باب التثبّت ، ومصروف بسوء العادة عن فضل التعلم .
وقال رضي اللَّه عنه : المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحلّ العقدة الوثيقة ، وأقلّ ما فيه أن تكون به المغالبة ، والمغالبة من أمتن أسباب القطيعة .
ومن دعائه : اللهم ارزقني خوف الوعيد ، وسرور رجاء الموعود ، حتى لا أرجو إلا ما رجّيت ، ولا أخاف [ إلا ] ما خوّفت .
وحجّ هشام بن عبد الملك ، أو الوليد أخوه ، فطاف بالبيت وأراد استلام الحجر فلم يقدر ، فنصب له منبر فجلس عليه ؛ فبينا هو كذلك إذ أقبل علىّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه في إزار ورداء ، وكان أحسن الناس وجها ، وأعطرهم رائحة ، وأكثرهم خشوعا ، وبين عينيه سجّادة [1] ، كأنها ركبة عنز ، وطاف بالبيت ، وأتى ليستلم الحجر ، فتنحّى له الناس هيبة وإجلالا ، فغاظ ذلك هشاما ؛ فقال رجل من أهل الشام : من الَّذى أكرمه الناس هذا الإكرام ، وأعظموه هذا الإعظام ؟ فقال هشام : لا أعرفه ، لئلا يعظم في صدور أهل الشام ؛ فقال الفرزدق وكان حاضرا :
< شعر > هذا ابن خير عباد اللَّه كلَّهم هذا النقيّ التقىّ الطاهر العلم هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحلّ والحرم إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهى الكرم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم [2] < / شعر >



[1] المراد بالسجادة أثر السجود .
[2] يريد أن ركن الحطيم يكاد يمسكه لعرفان راحته ويقينه بأنها من سلالة الرسول

103

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست