تمنن مستكثراً ما تعطيه ، أو طالباً العوض ممن تعطيه . وقد أخطأ الحسن البصري فجزم تستكثر , وهو خطأٌ لا تبرير له . الجازم الثاني ، لَمْ : وهي حرف نفي وجزم ٍوقلب ، تقلب المضارع وتجعله ماضياً ، كقولك : لم يقم ولم يقعد . وكقوله تعالى : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . الجازم الثالث ، لمَّا : كقوله تعالى : كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ . بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ . وتشترك مع لم في أربعة أمور : الحرفية ، والاختصاص بالمضارع ، وجزمه ، وقلب زمانه إلى الماضي . وتختلف عنها في أربعة أمور ، أحدها : أن المنفي بها مستمر إلى الحال والمنفي بلم قد يكون مستمراً مثل : لَمْ يَلِدْ ، وقد يكون منقطعاً مثل : هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُوراً ، لأنه كان بعدها شيئاً مذكوراً . ولذا امتنع أن تقول : لمَّا يقمْ ثم قام ، لأنه تناقض ، وجاز لم يقم ثم قام . والثاني : ذكر الزمخشري أن لمّا تشير إلى توقُّع ما بعدها ، نحو : بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ، أي إلى الآن لم يذوقوه وسوف يذوقونه . بينما لا تشير لَمْ إلى ذلك . والثالث : أن الفعل يحذف بعدها ، يقال : هل دخلت البلد ؟ فتقول : قاربتُها ولمَّا . أي ولما أدخلها ، ولا يجوز قاربتها ولمْ . والرابع : أنها لا تقترن بحرف الشرط بخلاف لم ، تقول : إن لم تقم قمت ، ولا يجوز : إن لمَّا تقم قمت .