كتاب أثبت جدارته ، وتربَّت عليه أجيال طلبة العلوم الدينية ، في عامة الحواضر العلمية في العالم الإسلامي . وقد لمستُ الحاجة إلى ذلك هذه الأيام عندما درَّست شرح القطر لحفيدي العزيز السيد محمد مُقدم وفقه الله ، فكتبت هذا الكتاب ، وَضَمَّنْتُهُ لُباب شرح القطر ، الذي دَرَسْتُه من صغري وأحببته ، ودَرَّسْتُه مرَّات ، فأعدت صياغة مسائله ، وأضفت إليه فوائد عديدة ، وسميته : دُرَرُ النَّحْو . وينبغي أن نذكر ابن هشام الأنصاري جمال الدين بن يوسف بن أحمد ، فهو مصريٌّ من ذرية الأنصار ، ولد في القاهرة سنة 708 هجرية ، وتخصص في النحو ونبغ فيه ، وألف فيه أكثر من ثلاثين كتاباً ، أشهرها : شرح قطر الندى ، ومغني اللبيب ، وشذرات الذهب . وقد فضله بعضهم على سيبويه ، كما تجد في ترجمته في مقدمة كتابه المغني . أرجو أن يكون هذا الكتاب مفيداً لطلبتنا الأعزاء في الحوزات الشريفة ، ولطالبي علم العربية عموماً ، لغة القرآن والسنة ، التي لا يصحُّ عملُ باحثٍ إسلامي ولا مجتهدٍ إلا باستيعابها والتخصص في مسائلها ، لأن كل اجتهاد يتوقف على استظهار المعنى من النص ، ولا يصح استظهارٌ إلا بفهم اللغة وقواعدها . والله ولي التوفيق والقبول . كتبه بقم المشرفة : علي الكَوْرَاني العاملي منتصف شعبان المعظم 1431