مقدمة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين . وبعد ، فإن علم النحو من العلوم التي أُشْبِعَتْ بَحْثاً وتأليفاً ، وإن كان بقيَ فيه الكثير ، فكم ترك الأول للآخر ، وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ . والذي دعاني إلى تأليف هذا الكتاب حاجة حوزاتنا العلمية إلى مثله ، فإن أهمَّ كتب النحو التي تُدَرَّسُ فيها هي : شرحُ قَطْرِ الندى ، ومُغْنِي اللبيب ، وكلاهما لابن هشام الأنصاري ، وشرح ألفية ابن مالك . فإذا أكملها الطالب صار بإمكانه أن يواصل البحث بنفسه ، ويجتهد في مسائل النحو . وقد وجد واضعوا المناهج أن كتاب شرح القطر على أهميته وفوائده ، ثقيلٌ على الطالب ، بسبب تعقيده أحياناً ، وتطويل عبارته ، فاختاروا بدله كتباً لِتَسُدَّ مَسَدَّه ، فلم تَفِ بالغرض ، لأنها دون مستواه ، في مادتها وخصائص عبارتها . فكانت الحاجة ماسَّةً إلى كتاب يُحبِّبُ الطالب بعلم النحو ، بدلَ أن يَصْدِمه . وقد رأيت أن الحل الأفضل تجريد شرح القطر من التعقيد والتطويل ، لأنه