حسن ، كما قالوا : أورق الشجر ، وأزهر البستان ، وأثرى فلان ، وأترب زيد ، وأغدَّ البعير . بمعنى صار ذا ورق ، وذا زهر ، وذا غُدَّة ، وذا ثروة ، وذا متربة أي فقر وفاقة . فضُمِّنَ معنى التعجب ، وجعلت صيغته أفْعِل ، شبيهاً بصيغة : أُمْرُرْ بزيد ، فالباء تشبه الباء التي زيدت في الفاعل في قوله تعالى : وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا . لكنها لازمة لا تحذف . بناء فعل التعجب واسم التعجب ذكر النحاة شروطاً لبناء فعل التعجب واسمه ، لكنهم أقروا بأن العرب خالفتها في بناء صيغ التعجب ! فقالوا إن صيغة التعجب لا تبنى إلا من فعل وخَطَّأُوا من بناه من جِلْف وحِمار فقال : ما أجلفه وما أحمره . لكن العرب قالوا : ما ألصَّهُ ، وهو ألصُّ من شظاظ ، اسم لص مشهور . وقالوا : لا تبنى إلا من فعل ثلاثي ، ونقلوا جواز بنائه منه بعد تجريده . وقال سيبويه بجواز بنائه من أفعل ، نحو أكرم وأحسن وأعطى . وقالوا : لا يبنى التعجب مما كان اسم فاعله على وزن أفعل ، كعميَ وعرجَ فلا يقال : ما أعماه وما أعرجه ، ولا من الألوان ، فلا يقال : ما أسوده ، وما أحمره . ولا من أفعال الحلى التي وصفها على وزن أفعل ، فلا يقال : ما أعماه ، وما أعرجه ، وما أدعجه ، وما ألْمَاه . والدعج سواد العين ، واللمية الشفة التي يميل لونها إلى السواد . ولا مما لا يقبل التفاوت ، كمات وفنى . لكن العرب خالفوا ذلك . والميزان هو لغة العرب وليس كلام النحاة .