الفصل التاسع عشر : التعجب للتعجب ألفاظ كثيرة وبعضها لم يذكره النحاة ، كقوله تعالى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا . وقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) للأعرابي : سبحان الله ، بلى والله لقد بعتني . وقولهم : لله دَرُّهُ فارساً . وقول الشاعر : < شعر > يا سيداً ما أنتَ من سَيِّدٍ * مُوَطَّأُ الأكنافِ رَحْبُ الذراعْ < / شعر > والمشهور منه صيغتان : ما أفْعَلَ ، وأَفْعِلْ به . نحو : ما أحْسَنَ زيداً ، وأكْرِمْ به . وإعراب الصيغة الأولى أن ( ما ) اسم تعجب مبتدأ ، وأحسَنْ فعل ماض فاعله ضمير مستتر ، وزيداً مفعول ، والجملة خبر ما . والتقدير : شئٌ عظيمٌ حسَّنَ زيداً ، كما قالوا : شرٌّ أهرَّ ذا ناب . أي حَدَثَ شَرٌّ كبير أوجب نُباح الكلب . وقال الأخفش إن ما موصولة معرفة ، والمعنى : الذي حسن زيداً شئ عظيم . وقال سيبويه إنها نكرة تامة . وقال الكوفيون إن ( أحسن ) اسم ، لأنه يُصَغَّر ، تقول : ما أحيسنه . وقال البصريون إنه فعل ماض وتصغيره شاذ لشبهه بالاسم ، وهو الصحيح لأنه تلحقه ياء المتكلم مع نون الوقاية ، تقول : ما أحسنني . أما إعراب أَفْعِلْ في مثل قولك : أحْسٍنْ بزيد ، فهي فعل لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجب وهو خال من الضمير ، وأصله أحسن زيد ، أي صار ذا