دك ، وأن الدك كرر عليها حتى صارت هباءً منبثاً ، وأن معنى صفاً صفاً أنه تنزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفاً بعد صف . فليس الثاني تأكيداً للأول ، بل المراد به التكرير كما يقال : علمته الحساب باباً باباً . وليس من تأكيد الجملة قول المؤذن : الله أكبر الله أكبر ، خلافاً لابن جني لأن الثاني لم يؤت به لتأكيد الأول ، بل لإنشاء تكبيرٍ ثانٍ ، بخلاف قوله : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، فإن الجملة الثانية خبر ثان جئ به لتأكيد الخبر الأول . النوع الثاني : التأكيد المعنوي ، ويكون بلفظ النفس والعين لرفع قصد المجاز ، تقول : جاء زيد ، فيحتمل مجيؤه بنفسه ، ويحتمل مجئ خبره ، أو كتابه ، فإذا قلت نفسه ، ارتفع الاحتمال الثاني . ويجوز التأكيد بهما بتقديم النفس مع ضمير يعود على المؤكد ، تقول : جاء زيد نفسه عينه ، ويمتنع : جاء زيد عينه نفسه . ويجب إفرادهما مع المفرد وجمعهما على وزن أفعل مع التثنية والجمع ، تقول : جاء الزيدان أنفسهما أعينهما ، والزيدون أنفسهم أعينهم ، والهندات أنفسهن أعينهن . ومن ألفاظ التأكيد كل ، لرفع إرادة الخصوص تقول : جاء القوم ، فيحتمل جميعهم أو بعضهم ، فإذا قلت : كلهم ، رفعت هذا الاحتمال . ويؤكد بلفظ كل ، المفرد والجمع دون المثنى ، بشرط أن يكون له أجزاء ويتصل بضمير يعود على المؤكد ، كقوله تعالى : فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ .