< شعر > أتاني أنهم مَزِقُونَ عِرضي * جِحَاشُ الكِرْمِلِينَ لها فَدَيدُ < / شعر > والثلاثة الأولى أكثر استعمالاً ، وكلها تقتضي تكرار الفعل ، فلا يقال ضرَّابٌ لمن ضرب مرة واحدة ، وكذا الباقي . وحكم أمثلة المبالغة وشروطها كإسم الفاعل سواء ، وإعمالها قول سيبويه وأصحابه ، وحجتهم السماع وأنها محولة عن اسم الفاعل للمبالغة . ولم يُجز الكوفيون إعمال شئ منها لمخالفتها أوزان المضارع ومعناه ، وحملوا نصب الاسم بعدها على تقدير فعل ، ومنعوا تقديمه عليها . ويرد عليهم قول العرب : أما العسلَ فأنا شرَّابٌ . ولم يُجز بعض البصريين إعمال فعيل وفعل ، وأجاز الجرمي إعمال فَعِل لأنه على وزن الفعل ، كعَلِمِ وفَهِمٍ . وينبغي أن نُنبه هنا : إلى أن تسميتهم لها بأمثلة المبالغة فيه ضعف ، فقصدهم أن الضرَّاب والأكول والشريف يتصفون بهذه الصفات بدرجة عالية مُرَكَّزة ، فسموها صفات مبالغة ، لأن معنى بالغ أن يبلغ الشخص من العمل جهده ومن الصفة درجة عالية ، لكن المبالغة في عرف الناس تشمل الكذب فأوهمت تسميتهم بأن أمثلة المبالغة لا مصداقية لها ، وهو خطأ . ( راجع كتاب العين للخليل : 4 / 421 ، وغريب الحديث للحربي : 1 / 310 ، و : 2 / 407 ، والصحاح : 4 / 1316 ، وشرح الرضي للشافية : 4 / 240 ، ولسان العرب : 8 / 419 ، وفيه : والمبالغة : أن تبلغ في الأمر جهدك . ويقال : بلغ فلان أي جَهِد ، قال الراجز : إن الضباب خضعت رقابها للسيف لما بلغت أحسابها . أي مجهودها ) .