المنادى جعل النحاة المنادى من المفعول به ، لأن قولك : يا عبد الله أصله : أدعو عبد الله . وهو تسامح ، لأن المنادى نوع مستقل في معناه وأحكامه . وينصب المنادى في ثلاث حالات : 1 . أن يكون مضافاً كقولك : يا عبد الله ، ويا رسول الله . قال الشاعر : < شعر > ألا يا عباد الله قلبي متيمٌ * بأحسن من صلى وأقبحهم بعلا < / شعر > 2 . أن يكون شبيهاً بالمضاف ، وهو ما اتصل به شئ يتمم معناه ، إما اسم مرفوعٌ بالمنادى كقولك : يا محموداً فعله ، ويا حسناً وجهه ، ويا جميلاً فعله ، ويا كثيراً بِرُّه . أو منصوبٌ به كقولك : يا طالعاً جبلاً . أو مجرورٌ بجار يتعلق به كقولك : يا رفيقاً بالعباد ، ويا خيراً من زيد . أو معطوفٌ عليه قبل النداء كقولك : يا ثلاثةً وثلاثين ، لرجل سميته بذلك . 3 . أن يكون نكرة مطلقة ، كقول الأعمى : يا رجلاً خذ بيدي ، قال الشاعر : < شعر > فيا راكباً إما عرضتَ فَبَلِّغَنْ * ندامايَ من نجرانَ أنْ لا تلاقيا < / شعر > ويبنى المنادى على الضم أو على ما يرفع به ، بشرطين : أن يكون مفرداً ومعرفة . ومعنى المفرد : أن لا يكون مضافاً ولا شبيهاً به . ومعنى المعرفة هنا يشمل العَلَم كزيد وعمرو ، والمعيَّن بالنداء كرجل وإنسان ، عندما تريد بهما معيناً ، فتقول : يا زيدُ بالضم ، ويا زيدان بالألف ، ويا زيدون