الضمير المتصل أولى من المنفصل القاعدة أنه مهما أمكن أن يؤتى بالمتصل فلا يجوز العدول عنه إلى المنفصل ، لا تقول : قام أنا ، ولا : أكرمت إياك ، لأنك تستطيع أن تقول قمتُ ، وأكرمتك ، بخلاف قولك : ما قام إلا أنا ، وما أكرمتَ إلا إياك ، لأن إلا مانعة من الاتصال . ويستثنى من هذه القاعدة حالتان : أولاهما : أن يجتمع ضميران أولهما أعرف من الثاني وليس مرفوعاً نحو : سِلْنِيهِ وخِلْتُكَهُ ، فيجوز أن تقول فيهما : سلني إياه ، وخلتك إياه ، لأن ضمير المتكلم أعرف من المخاطب ، وضمير المخاطب أعرف من الغائب . والثانية : أن يكون الضمير خبراً لكان أو إحدى أخواتها ، سواء كان مسبوقاً بضمير نحو : الصديق كنتُه ، أو غير مسبوق نحو : الصديق كانَهُ زيد ، فيجوز أن تقول فيهما : كنتُ إياه ، وكان إياه زيد . واتفقوا على أن الوصل أرجح إذا لم يكن الفعل قلبياً ، نحو : سلنيه وأعطنيه ، ولذلك لم يأت في التنزيل إلا به كقوله تعالى : أَنُلْزِمُكُمُوهَا . إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا . فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ . واختلفوا فيما إذا كان الفعل قلبياً نحو : خِلْتُكَهُ وظننتكه ، وفي باب كان نحو : كنتُه وكانهُ زيد . فقال الجمهور : الفصل أرجح فيهن . واختار ابن مالك في جميع كتبه الوصل في كان ، واختلف رأيه في الأفعال القلبية ، فتارة وافق الجمهور ، وتارة خالفهم .