الخامس : البدل الباب الخامس من أبواب التوابع ، البدل : وهو في اللغة العوض ، قال الله تعالى : عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ . وفي الاصطلاح تابع مقصود بالحكم بلا واسطة ، وأقسامه سته : الأول : بدل كل من كل . وذلك إذا كان عين المبدل منه ، كقولك : جاءني محمد أبو عبد الله ، وقوله تعالى : إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ . وقال ابن هشام : إنه لم يقل بدل الكل من الكل ، لأن الأصح عدم دخول أل على كل وكذا على بعض . الثاني : بدل بعض من كل ، عندما يكون الثاني جزءً من الأول ، كقوله تعالى : وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً . واختار ابن هشام أن من استطاع بدلٌ من الناس . وذكر قول الكسائي إنها شرطية مبتدأ جوابها محذوف ، أي من استطاع فليحج ، فلا حاجة لدعوى الحذف . وذكر قولاً بأن لله على الناس فاعل بالحج ، أي أن يحج مستطيعهم . وردَّه بأنه لا يصح أن يكون الوجوب موجهاً إلى الناس ، لكن لا مانع منه . والثالث : بدل الاشتمال ، عندما يكون بين الأول والثان علاقة بغير الجزئية ، كقوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ .