ومثاله في صفة الترحم : مررت بزيد المسكين ، فيجوز فيه الخفض على الاتباع ، والرفع بتقدير هو ، والنصب بتقدير : أرحم . ومثاله في صفة الإيضاح : مررت بزيد التاجر ، فيجوز فيه الخفض على الاتباع ، والرفع بتقدير هو ، والنصب بتقدير : أعني . موارد نقض القاعدة وجد النحاة ما ينقض قاعدتهم في تبعية الصفة لموصوفها في الإعراب ، وحاولوا الإجابة عليه ، مثل قول العرب : هذا جُحْرُ ضبٍّ خَرِبٍ ، فوصف المرفوع بالمخفوض ، وقوله تعالى : وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ، الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ، فوصف النكرة وهي كل هُمزة ، بالذي وهو معرفة . وقوله تعالى : حَم . تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ . فوصف المعرفة وهو اسم الله تعالى بالنكرة ، وهي شديد العقاب . وقوله تعالى في سورة المائدة : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى ، فلم يُتبع المعطوف إلى المعطوف عليه ، مع أنه أتبعه في سورة البقرة فقال : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ . وأجابوا عن ذلك بأن ( خربٍ ) كسرت لمجاورتها لضبٍّ المكسورة ، للتناسب بين المتجاورين في اللفظ ، أخذاً للجار بجرم الجار ، وأن المعطوف قد يعطف على اللفظ أو على المحل .