وقالوا : ترب الكعبة لأفعلن كذا ، وهو قليل . وقالوا : تالرحمن لأفعلن كذا ، وهو أقل . المجرور بالإضافة قَسَّمَ النحاة الإضافة إلى قسمين : إضافة لفظية ، ومعنوية . فالإضافة اللفظية : إضافة اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة إلى معمولها . كقولك : حسنُ الوجه ، وضاربُ زيد ، ومعمورُ الدار . وكلها بمعنى الآن أو غداً . وسماها النحاة إضافة لفظية ، لأنها تفيد تخفيف معنى اللفظ ، لأن قولك : ضاربُ زيد ، أخف من قولك : ضاربٌ زيداً . وقالوا إنها لا تفيد تعريفاً ولا تخصيصاً ، ولهذا صح وصف هدياً ببالغ مع إضافته إلى المعرفة في قوله تعالى : هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ، وصح مجئ ثانيَ حالاً مع إضافته إلى المعرفة في قوله تعالى : ثَانِيَ عِطْفِه . لكن تسمية النحاة لها إضافة لفظية ، وقولهم بعدم فائدتها ضعيف ، ولا يتسع المجال لبحثه . والإضافة المعنوية : كغلام زيد ، لأنها تفيد أمراً معنوياً وهو التعريف إن كان المضاف إليه معرفة ، والتخصيص إن كان نكرة ، كغلام امرأة . وقد تكون هذه الإضافة بين اسمين ليسا صفة ولا معمولاً كغلام زيد ، أو يكون المضاف صفة ولا يكون المضاف إليه معمولاً لها نحو : كاتب