سقى الله من غيث الرحمة ثراه من رأس القلم بالحضرة الشريفة جاءت نسيج وحدها وواسطة عقدها منها حملت به أمه وأبرزته كشمس الحمل بهجة ونورا وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ولكن ملأ الدنيا سرورا وتوجهت بعد ذلك التاريخ إلى ثغر الإسكندرية المحروسة في مهم شريف فورد على نائب الثغر المحروس بشارة شريفة بمولد سيدي المقر الأشرف الناصري محمد ولد المقام الشريف المؤيدي نور الله ضريحه فركب نائب السلطنة الشريفة بالثغر المحروس إلى أن جاء عندي وسألني الجواب فكتبت تهنئة بديعة وحسن ختامها أبدع منها وهو أكرم بها صحيفة محمدية أمسى بها كل قلب مأنوسا وتلت مسرتها من تقدم قبلها من الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى فالحمد لله على تواتر هذه التهاني التي أتهم بها كل حاد وأنجد وعمت بركتها بإبراهيم وموسى ومحمد والله تعالى يوصل أحاديث التهاني المؤيدية ليتسلسل كل حديث بمسنده ولا برحت الخواطر الشريفة مسرورة بمحمد وحديثه ومولده ومن ذلك قولي في ختام تقليد قاضي القضاة ولي الدين العوافي بقضاء قضاة الشافعية بالديار المصرية والممالك الإسلامية وهو والله تعالى يطلق له أعنة الاقبال وينيله من نعمه ما لا يخطر قبل وقوعه ببال ويحلي به جيد الدهر وقد تحلى بعدما ذهب رونقه وزال وكما أحسن له في البداية أن يحسن إليه في النهاية حتى يقول الحمد لله على كل حال ومثله في الحسن ختام تقليد قاضي القضاة أبي البقاء علم الدين صالح البلقيني وهو والله يرفع علم علمه على كل غاد ورائح ويجعل كلا من عمله وحكمه واسمه الكريم صالحا في صالح في صالح وقد عن لي أن أختم ما تقدم لي من الأمثلة في حسن الخواتم بختام كتاب المسك من أقل عبيده ويود منثور الدر أن ينتظم في سلك عقوده وذلك أني كتبت للمقر المرحومي الفتحي فتح الله صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الاسلامية كان على لسان قاضي القضاة شرف الدين مسعود الشافعي وأعيان طرابلس المحروسة وقد وصلوا إلى الديار المصرية في البحر قسرا مما عاينوه من أهوال تلك المحنة المشهورة التي قدرها الله تعالى على طرابلس المحروسة وحسن الختام في القصة المذكورة قولي والقوم يا نظام الملك قد دهمهم من لم يفرق بين التحليل والتحريم إلى أن صرحوا بالطلاق ووقعوا في التغابن وشمت المنافقون ومنعوا في الجمعة الصف ومست فرقتهم الممتحنة في الحشر ولم يسمع لهم مجادلة لما فزعوا بالحديد في هذه الواقعة ولكن من الرحمن وطلع قمر الأمن ولاحظهم نجم السعد وصعدوا طور النجاة وكفكفوا ذاريات الدموع وطردت عنهم العداة إلى قاف لما دخلوا حجرات مصر وحظوا من مولانا السلطان بعد سد المذاهب بالفتح قلت هذا الختام جعلته خاتمة للأمثلة المنثورة في هذا الباب وأما الأمثلة الشعرية فمن المجيدين فيها أبو نواس حيث قال في خاتمة قصيدة مدح بها الخصيب وإني جدير إذ بلغتك بالمنى * وأنت بما أملت منك جدير فإن تولني منك الجميل فأهله * وإلا فإني عاذر وشكور ومنه قول أبي تمام معتذرا في أخر قصيدة فإن يك ذنب عن أو تك هفوة * على خطأ مني فعذري على عمد ومنه قول أبي الطيب في ختام قصيدة فلا حطت لك الهيجاء سرجا * ولا ذاقت لك الدنيا فراقا وقال أبو العلاء من ختام قصيدة ولا تزال بك الدنيا ممتعة * بالآل والحال والعلياء والعمر وقول الأرجاني في ختام قصيدة بقيت ولا أبقى لك الدهر كاشحا * فإنك في هذا الزمان فريد