الأصبع والذي تحرر عنده أن هذا النوع عبارة عن أن يريد الشاعر التسوية بين ممدوحين فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما ويروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة فضل لا ينقص بها مدح الآخر فيأتي لأجل الترجيح بمعان تخالف معنى التسوية كقوله تعالى وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما فحصلت المساواة في الحكم والعلم فساوى بينهما في أهلية الحكم ثم رجح سليمان فقال ففهمناها سليمان ثم راعى حق الوالد فقال وكلا آتينا حكما وعلما فحصلت المساواة في الحكم والعلم وكقول الخنساء في أخيها وقد أرادت مساواته بأبيها مع مراعاة حق الوالد بزيادة مدح لا ينقص به حق الولد جارى أباه فأقبلا وهما * يتعاوران ملاءة الفخر وهما وقد برزا كأنهما * صقران قد حطا على وكر حتى إذا نزت القلوب وقد * لزت هناك العذر بالعذر وعلا طباق الأرض أيهما * قال المجيب هناك لا أدري برقت صفيحة وجه والده * ومضى على غلوائه يجري أولى فأولى أن يساويه * لولا جلال السن والكبر وبيت الشيخ صفي الدين الحلي رحمه الله في بديعيته قوله هم هم في جميع الفضل ما عدموا * سوى الإخاء ونص الذكر والرحم قلت الحلي أساء الأدب في نظم هذا البيت وكان يجب أن يؤدب على نظمه فإنه بخس فيه حق صحابة رسول الله وكذب في الثلاثة التي استثناها وقال إن الصحابة رضي الله عنهم عدموها وقوله هم هم في جميع الفضل لا يفهم منه مدح لأنه سلبهم الفضل في الشطر الثاني من البيت ولهذا قال الشيخ عز الدين في بديعيته مشيرا إلى هذا البيت هم هم في جميع الفضل ما عدموا * ما قاله الرافضي النذل في الكلم وعلى هذا الترتيب الفاسد فما اجتمع في بيت الصفي غير المختلف لأن المؤتلف عنه بمعزل والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته قوله جمع لمؤتلف فيهم ومختلف * في العلم والحلم مع تقديم ذي قدم وبيت بديعيتي يجب أن لا يستشهد على هذا النوع بغيره فإني قلت فيه عن الصحابة رضي الله عنهم جمعت مؤتلفا فيهم ومختلفا * مدحا وقصرت عن أوصاف شيخهم ( ذكر التعريض ) تعريض مدح أبي بكر يقدمني * في سبق حليهم مع موصليهم هذا النوع أعني التعريض نوع لطيف في بابه وهو عبارة عن أن يكني المتكلم بشيء عن آخر لا يصرح به ليأخذه السامع لنفسه ويعلم المقصود منه كقول القائل ما أقبح البخل فيعلم أنك أردت أن تقول له أنت بخيل وكقول بعضهم للآخر لم تكن أمي زانية يعرض بأن أمه زانية والتعريض نوع من الكناية ومن أمثلته الشعرية قول الحجاج يعرض بمن تقدمه من الأمراء لست براعي إبل ولا غنم * ولا بجزار على ظهر وضم والشواهد على هذا النوع كثيرة ولكن أردت أن أجعل العمدة فيه على بيتي المنتظم في سلك بديعيتي فإنه من الأمثلة البديعة وليس في هذا النوع له مثال ولكن نبدأ ببيت الشيخ صفي الدين رحمه الله لأجل الترتيب وهو ومن أتى ساجدا لله ساعته * ولم يكن ساجدا في العمر للصنم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله قوله