فلقد ظفرت من نفسه الوردي بالعنبر الورد وعوذته عند تبديل الثلاثة بالواحد الفرد وتأملت بقصور راحتي نكتة برد الأماني فانعقد لسحر البيان لساني وتيقنت أنه لا يقوى على فهم هذا البرد إلا كل حديد النظر ووجدت تصحيف هذه الكلمة يا شمس الفضائل للعقول قمر وعلمت أن الفكر لا يجاري من بديهته من بحر الفضائل رويه وأن الخاطر لا يقوى على سلطان هذا اللغز لأن شوكته قوية وقلت للذهن رد بعضه لتنتهل شرابا سائغا وزد تصحيفه ليكون في التعريف بمعناه مبالغا وتمتعت من ورده بالمشموم ثم تذكرت البعد عن جناب المخدوم فاستقطر البين ماء الورد من حدقي ولمولانا الصفح عن مقابلة هذا الدر بالسقط وتمر هجر بهذا الحشف الملتقط قلت وعلى ذكر القدح والورد حسن أن نورد هنا لغزا في المدام وقفت عليه للشيخ صلاح الدين الصفدي بخطه وما شيء حشاه فيه داء * وأوله وآخره سواء إذا ما زال آخره فجمع * يكون الحد فيه والمضاء وإن أهملت أوله ففعل * له بالرفع والنصب اعتناء قلت لا بد للمدام من ماء من حيث الممازجة ووقفت بالديار المصرية على لغز للشيخ زين الدين بن العجمي ألغزه في الماء فأعجبني وهو قوله سألتك أعزك الله عن سائل لاحظ له في الصدقة ولم يكن متصل النسب بالأشراف وتراه كثير الرجفان من غير أن يخاف كم رد سائله نهرا وعفر وجه قائده في التراب قسرا مذكر كثير الحيض لطيف الانبساط سريع الفيض مطلق التصرف وعليه الحجر وطال ما قبل العشاء أبدى لنا الفجر يتشعب ويتكسر ويتعوج ويتدور وتبدو له خمسون عينا وأكثر يحمل القناطير المقنطرة ويعجز عن حمل إبره سريع الاستحالة قل أن يثبت على حاله بعيد الغوص ليس له قرار ويعاجل صفاء وراده بالأكدار ويسكن في تخوم الغبرا وينم على أحوال السماء نثرا بعيد الغوص رقيق القلب على كل عديم وكيف لا وهو المولى الحميم يجود بأفخر الحلى ولا يرد من نداه مؤملا كم عمر سبيلا وقطع طريقا وأخاف سبيلا وكم طغى واحترق وأظهر الجفاء وهو كثير الملق صقيل يجلو الصدا ويظهر على شدة البرد تجلدا قد جمع فيه الخوف والرجا والكدر والصفا فسبحان من جمع فيه هذه الأضداد وأرسله رحمة للعباد ويعجبني فيه قول أبي الفضل بن الخازن وخل صفاء زرته بعد هجعة * فألفيت شخصي في حشاه مصورا وأودعته سري فأفشاه للورى * فيا حسن ما أفشى الغداة وأظهرا أبو حليف للثريا وأمه * به حامل في بطن منخفض الثرى سطيح له جسم بغير جوارح * يباري الرياح الذريات إذا جرى تزر عليه الريح ثوبا موردا * وتكسوه شهب الليل ثوبا مدثرا قلت وعلى ذكر الماء يحسن أن نورد هنا لغزا في القربة كتب الشيخ بدر الدين الدماميني إلى المقر الأميني أمين الدين الحمصي كاتم السر بدمشق صاحب ديوان الإنشاء بالشام لغزا في قربة تزاحم سرب الأدب على الشرب منها ولو عاش صريع الدلاء ود أن يكون راوية عنها وهو قوله أكاتب سر الملك والفاضل الذي * ثناه على الأفكار فرض مرتب يحدث عن سهل رواة كلامه * إذا ما أتاه اللغز يرويه مصعب فديتك ما ذات أطالعكم بها * ويبحث في الأسفار عنها وتطلب تشدوكم في الأرض قار أمالها * وصدق إذا ما قيل تملى وتكتب وما هي في التحقيق راوية وكم * لها خبر في الذوق يحلو ويعذب