قواما وإن عكس على الطرف صار بتصحيفه مداما وإن زال أوله كان العكس عقابا بالمتعاطي إثمه أو صحف اشتاقت الشفاه إلى تقبيله ولثمه وربما كان الحد عند تصحيفه الآخر منافيا لاسمه مباينا في الحقيقة لحده ورسمه فكتب الجناب المجدي الجواب وألغز في ورد بقوله يقبل الأرض التي أطالت بالجفاء حرمانه وتداركته بعد إجراء دموعه فعظمت في الحالين شانه وانتهى المملوك إلى اللغز الذي تمتع بملحه وشرب بقدحه فابتهل شكرا ومالت أعطافه بالقدح الفارغ سكرا فوجده كما قال مولانا حبيبا إلى النفوس مجتهدا في التوصل بما حازه إلى الرؤوس وكتب في الجواب لغزا وخالف نفسه إذ قالت لا ينبغي مجاراة هذا الجواد لزا وهو ما عاطل يتحلى به المجالس ويتفكه به في المجالس تحمر وجناته من الشرب وتحمد آثاره في البعد والقرب إن قلبته وجدته تاجا وإن تركته على حاله زادك ابتهاجا يعذب بالنار وغيره الجاني ويريك إن بدلت أوله برد الأماني يستخرج وهو داخل ويرى دمعه من نار قلبه هاطل لا تبرح به في غبطه ولا تجد فيه مع انهماله نقطه فإن حذفت أوله وحرفت باقيه وجدته أمرا بالشراب وإن فعلت كذا في ثانيه رأيت ما بقي مولدا للمحبة بين الأحباب وور إن حذفت آخره كمن وري وغص في بحر الفكر على عكس ثلثيه لتستخرج درا والمملوك يسأل الصفح فإنه لولا المحبة ما أجاب ولا طرق بعد فقد أبيه هذا الباب فكتب إليه الشيخ بدر الدين الجواب يقبل الأرض وينهي ورود الجواب الذي شفى القلوب بوروده واللغز الذي نسي بوروده بان الحمى وطيب وروده فوجده روض سؤالك عن أنثى طروب ولم تزل * على عودها في الروض تشدو وتنشد وتجذبني بالطوق عند نشيدها * لنحو التصابي لا أطيق أفند ومذ بان منها الطرف أمست لعكسها * تخاف الردى ممن لها يترصد وإن حذفت ثاني الأخير فإنه * على العكس خاف بل يلوح ويشهد فأولها مع ما يليه وحرفها * لنا فاه بالمعنى الذي فيه يقصد وحرفان منها فرد حرف لناطق * واف لمن بالعكس في ذاك يجحد بقيت بقاء الدهر عزك باذخ * وفي مفرق الجوزا لواؤك يعقد وقال ملغزا في درة أي شيء من الجمادات يلفى * وتراه من بعد ذا حيوانا وترى ذلك الجماد عزيزا * غاليا منه رصعوا تيجانا وترى الروح منه في حيوان * ذي جناح ويألف الطيرانا وإذا ما شدا على العود يوما * فوق دف يحرك الأغصانا أو بدا في مقفص فابن برد * عند أسجاعه يصير مهانا كله طائر وفي ثلثيه * لك ذو أربع مع العكس بانا كله عاطل به تتحلى * كل خود وتستقل الجمانا وتراه عند الملوك عظيما * وبتصحيفه حقيرا مهانا عكسه في تصحيفه زد بنقص * فالمعمى هنا فكن يقظانا وإذا لم تدر التصاحيف ذره * للذي فيه فهو يدري البيانا وبتحريفه تؤدب من شئت * إذا كان يجهل العرفانا ثلثاه در نفيس وفي فيه * إذا جاء يصحب المرجانا لكن الثلث عنده نصف وحش * ذب عنا تصحيفه ما اعترانا وهو في البر نافر وإذا ما * حضروه قد يألف الإنسانا فافترسه بالحل إن كنت ليثا * فهو لغز عن فضله قد أبانا وعلى ذكر القمري والفاختة أوردت هنا ما ألغزته في القفص وهو قولي أي مغنى أعواده بيت شدو * مرقص مطرب وبالقلب صفق ولمجموعه النباتي حسن * فزت من بعضه بسجع المطوق بلاغة عدم العائب والعاتب وترعرع زهره حيث أمطرته من الأنامل المجدية خمس سحائب فلو شاهده ابن الوردي لأحمر خجلا أو صاحب زهر الأدب لتلون وجلا ثم تأمل حل اللغز فوجده قد كشف المشكل وجلى واعترف أنه لم يمر بذوقه أطيب من ذلك الحل ولا أحلى وتحقق أن مولانا أوسع المملوك في مقام الأدب بفضله إيناسا وتناول منه قدحا أعاده بألفاظه المسكرة كأسا وانتهى المملوك إلى اللغز المخدومي فقال مولاي مجد الله يا من فضله * يروي وجود كفوفه يروي الصدى ألغزت في اسم عاطل حليته * فينا بدر اللفظ أو قطر الندى إن أورد التحريف في أثنائه * قد كان للشاني هلاكا أو ردى وقال مجيبا له أيضا عن الورد لله لغزك يا مولى فضائله * قد عطر الكون منها طيب أنفاس أتى بورد فحياني على قدحي * به وأبهجني ما بين جلاسي وقد أسا جرح كسرى حين أقبل لي * روحي الفداء لذكر الورد والآس فاستحلى المملوك بالتحريف ورده وود لو اقتطف من أغصان حروفه ورده ورده إلى ذل القصور عاريا عن ملابس عزه وأنشد قول ابن قلاقس وقد تقلى بنار عجزه إذا منعتك أشجار المعالي * جناها الغض فاقنع بالشميم فراح على بهرج هذا الرأي الكاسد واقتنع بالشميم على رغم أنف الحاسد وعلم أن تلك الورود لا تخرج إلا من تلك الخضرة وأن هذه الفاكهة لا تخرجها إلا أغصان أقلام لها باليد المخدومية بهجة ونضره وتمشى المملوك من هذا اللغز في بساتين الوزير على الحقيقة ورأى كل ورقة فاحمرت الوجنات الحمر فتحير أهي وردة أم شقيقه وتفكه به معجبا بثمار غرسه منشدا لمن كرر النظر في صحيفتي طرسه إن كنت تزعم ما في خده عجبا * فانظر إلى الورد في خديه منثورا