بروحي أفدي باذهنجا موكلا * بإطفاء ما ألقاه من حرق الجوى إذا فتحت في الحر منه طوابق * أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى وقال فيه أيا باذهنجا صح فيه لنا الهوا * صفاتك ما وفي بهن خطاب وما شئت إلا أن أدل عواذلي * على أن عشقي في هواك صواب وقال فيه الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة وأجاد هجا الشعراء جهلا باذهنجي * لأن نسيمه أبدا عليل فقال الباذهنج وقد هجوه * إذا صح الهوى دعهم يقولوا ويعجبني من قصائد الشيخ برهان الدين القيراطي قوله وموسوس عند الطهارة لم يزل * أبدا على الماء الكثير مواظبا يستصغر البحر الكبير لذقنه * ويظن دجلة ليس تكفي شاربا ومن غاياته في هذا الباب قوله ولما بدا والليل أسود فاحم * قد انتشرت في الخافقين غياهبه أضاء بدر الثغر عند ابتسامه * دجا الليل حتى نظم الجزع ثاقبه وقال بدر الدين حسن الزغاري وأجاد وبي سامري مربى في عمامة * قد اكتسبت من وجنتيه احمرارها موردة دارت بوجه كأنما * تناولها من خده فأدارها ومثله قول الشيخ عز الدين الموصلي وسامري أعار البدر منه سنا * سموه نجما وهذا النجم غرار تهتز قامته من تحت عمته * كأنه علم في رأسه نار ومن تضامين محيي الدين بن قرناص الحموي أفديه أغيد زارني تحت الدجا * وعليه من فرعيه ليل ساجي والفرق بين الشعر فوق جبينه * عريان يمشي في الدجا بسراج وقال أيضا سقى الله روضا قد تبدى لناظري * به شادن كالغصن يلهو ويمرح وقد نضحت خداه من ماء ورده * وكل إناء بالذي فيه ينضح وقوله في كاحل دعوا الشمس من كحل الجفون فكفه * تسوق إلى الطرف الصحيح الدواهيا فكم أذهبت من ناظر بسواده * وخلت بياضا خلفها ومآقيا وقال الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة ومتى امتطيت من الكؤوس كميتها * أمسيت تمشي في المسرة راكبا ومتى طرقت عشى أنس ديرها * لم تلق إلا راغبا أو راهبا وقال ابن الوردي تعجبت من اشتهار بيتين ما أحكمهما بانيهما ولا اعتنى بمعانيهما وهما مقامات الغريب بكل أرض * كبنيان القصور على الثلوج يذوب الثلج تنهدم البنايا * وقد عزم الغريب على الخروج فخلصتهما من مقامات الغريب بكل أرض وأوقدت فكرتي فذاب الثلج وانهدمت البنايا المستحقة للنقض وجعلتهما أسمى من السماء ونقلتهما من كثافة الأرض فقلت مليح ردفه والساق منه * كبنيان القصور على الثلوج خذوا من خده القاني نصيبا * فقد عزم الغريب على الخروج