responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 375


البديعية والثالث التورية المرشحة فإن لفظة التسهيم رشحت التورية بذكر الإصابة وتحرير النوع ظاهر في دلالة الأول على الثاني ( ذكر التطريز ) شملي بتطريز مدحي فيه منتظم * يا طيب منتظم يا طيب منتظم هذا النوع أعني التطريز هو أن يبتدئ المتكلم أو الشاعر بذكر جمل من الذوات غير منفصلة ثم يخبر عنها بصفة واحدة من الصفات مكررة بحسب العدد الذي قرره وقدره في تلك الجملة الأولى وعدد الجمل التي وصفت بالذوات عدد تكرر واتحاد لا عدد تغير كقول ابن الرومي قرون في رؤوس في وجوه * صلاب في صلاب في صلاب ومثله قوله كأن الكأس في يدها وفيها * عقيق في عقيق في عقيق ومثله قول ابن المعتز فثوبي والمدام ولون خدي * شقيق في شقيق في شقيق وأبدع من الجميع وألطف قولي من قصيدتي المصغرة لفيظك والمقيلة مع نظيمي * سحير في سحير في سحير وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على التطريز فالجيش والنقع تحت الظل مرتكم * في ظل مرتكم في ظل مرتكم قلت هذا البيت لا يخلو أن يكون للعقادة فيه بعض تراكم والعميان ليس في بديعيتهم تطريز وبيت الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله تعالى في بديعيته قوله الدين والنقع تطريز لمحترم * في نصر محترم في نصر محترم هذا البيت لم أفهم منه غير لفظة التطريز الذي هو اسم النوع وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي شملي بتطريز مدحي فيه منتظم * يا طيب منتظم يا طيب منتظم هذا البيت بهجة التطريز ظاهرة على أركانه وقد جمعت فيه بين التطريز الذي هو المراد والتورية واللف والنشر والترشيح والاستعارة ومراعاة النظير والسهولة والانسجام التام والجناس التام والله أعلم ( ذكر التنكيت ) وآله البحر آل إن يقس بندى * كفوفهم فافهموا تنكيت مدحهم هذا النوع أعني التنكيت يستحق لغرابته أن ينتظم في أسلاك البديع ويغار عليه أن يعد مع المماثلة والموازنة ومع التطريز والترصيع وقد تقدم الكلام على سفالة هذه الأنواع والتنكيت عبارة عن أن يقصد المتكلم شيئا بالذكر دون أشياء كلها تسد مسده لولا نكتة في ذلك الشيء المقصود ترجح اختصاصه بالذكر وعلماء هذا الفن أجمعوا على أنه لولا تلك النكتة التي انفرد بها لكان القصد إليه دون غيره خطأ ظاهرا عند أهل النقد وجاء من ذلك في الكتاب العزيز قوله تعالى وأنه هو رب الشعرى فإنه سبحانه خص الشعرى بالذكر دون غيرها من النجوم وهو رب كل شيء لأن من العرب من عبد الشعرى وكان يعرف بابن أبي كبشة ودعا خلقا إلى عبادتها فأنزل الله تعالى وأنه هو رب الشعرى التي ادعيت فيها الربوبية دون سائر النجوم وفي النجوم ما هو أعظم منها ومنه قوله تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فإنه سبحانه وتعالى خص تفقهون دون تعلمون لما في الفقه من الزيادة على العلم والمراد الذي يقتضيه معنى هذا الكلام الفقه في معرفة كنه التسبيح من الحيوان البهيمي والنبات والجماد الذي تسبيحه بمجرد وجوده الدال على قدرة موجده ومخترعه ومن الأمثلة الشعرية قول الخنساء يذكرني طلوع الشمس صخرا * وأذكره بكل غروب شمس

375

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست