responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 357


وقد يتقدم التقسيم ويتأخر كقول حسان بن ثابت قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حالوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق فاعلم شرها البدع فالأول أحسن وأوقع في القلوب وعليه مشى أصحاب البديعيات وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته قوله أبادهم فلبيت المال ما جمعوا * والروح للسيف والأجساد للرخم وبيت العميان في بديعيتهم والمال والماء في كفيه قد جريا * هذا لراج وذا للجيش حين ظمي وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته قوله علم ومال على جمع تقسمه * هذا لغمر وهذا نفع مغترم وبيت بديعيتي جمع الأعادي بتقسيم يفرقه * فالحي للأسر والأموات للضرم ( ذكر الجمع مع التفريق ) سناه كالبرق إن أبدوا ظلام وغى * والعزم كالبرق في تفريق جمعهم هذا النوع أعني الجمع مع التفريق هو أن يجمع الشاعر بين شيئين في حكم واحد ثم يفرق بينهما في ذلك الحكم كقوله تعالى وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فكأنه يقول الشمس والقمر كوكبان فهذا نهاري وهذا ليلي فجمع بينهما إذ هما كوكبان ثم فرق بأن هذا يضيء نهارا وهذا يضيء ليلا فوقع الفرق في الشيء الذي وقع به الجمع واستشهدوا على هذا النوع بقول الفخر عيسى تشابه دمعانا غداة فراقنا * مشابهة في قصة دون قصة فوجنتها تكسو المدامع حمرة * ودمعي يكسو حمرة اللون وجنتي هذا الناظم جمع بين الدمعين في الشبه ثم فرق بينهما بأن دمعها أبيض فإذا جرى على خدها صار أحمر بسبب احمرار خدها وأن دمعه أحمر لأنه يبكي دما وجسده من النحول أصفر فإذا جرى عليه الدمع حمره ومنه قول البحتري ولما التقينا والتقا موعد لنا * تعجب رائي الدر منا ولاقطه فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها * ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه وبيت الصفي الحلي سناه كالبرق يجلو كل مظلمة * والعزم كالنار يفني كل مجترم وبيت العميان في تركيبه قلق حيث قالوا فلذ بمن كفه والبحر ما افترقا * إلا بكف وبحر في كلامهم وبيت الشيخ عز الدين شن فيه الغارة على بيت الشيخ صفي الدين الحلي بقوله وعزمه النار في جمع يفرقه * ووجهه النور يجلو ظلمة الغشم وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي سناه كالبرق إن أبدوا ظلام وغى * والعزم كالبرق في تفريق جمعهم ( ذكر الإشارة ) ومن إشارته في الحرب كم فهم الأنصار * معنى به فازوا بنصرهم هذا النوع أعني الإشارة ما فرعه قدامة من ائتلاف اللفظ مع المعنى وشرحه بأن قال هو أن يكون اللفظ القليل مشتملا على المعنى الكثير بإيماء ولمحة تدل عليه كما قيل في صفة البلاغة هي لمحة دالة وتلخيص هذا الشرح إنه إشارة المتكلم إلى المعاني الكثيرة بلفظ يشبه لقلته واختصاره بإشارة

357

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست