ومن لطائف شمس الدين بن المزين في باب التورية ما أنشدنيه من لفظه لنفسه مدير الكاس حدثنا ودعنا * بعيشك من كؤوسك والخبيث حديثك عن قديم الراح يغني * فلا تسقي الأنام سوى الحديث وأنشدني من لفظه لنفسه أيضا ومليح لالاه يحكيه حسنا * فهو كالبدر في الدجى يتلألأ قلت قصدي من الأنام مليح * هكذا هكذا وإلا فلا لا ومن نكته اللطيفة قوله قلت للأحدب لما * أن رأى الوجد علاني أنا أبقى وبوجدي * فيك يا أحدب فاني وقد تقدم القول أن النكتة في التاجر استحقها الشيخ جمال الدين بن نباتة على الصلاح الصفدي وعلى زين الدين الوردي وهي وتاجر أسكرني طرفه * والكاس فيما بيننا دائر وقال لي سرك قلت اسقني * جهرا على عينك يا تاجر ومن نكته المخترعة قوله شاب ورد الرياض من * ورد خديك وانفرك فله الناس أثبتوا * وانتفى الورد للكرك ورسم الجوباني وهو إذ ذاك كافل المملكة الشامية لفضلاء دمشق أن ينظموا له ما يكتب على أسنة الرماح فنظم القاضي فتح الدين بن الشهيد إذا الغبار علا في الجو عثيره * فأظلم الجو ما للشمس أنوار هذا سناني نجم يستضاء به * كأنه علم في رأسه نار إن الرماح لأغصان وليس لها * سوى النجوم على العيدان أزهار ونظم مولانا قاضي القضاة صدر الدين بن الآدمي نور الله ضريحه وكان إذ ذاك في عنفوان شبابه ومبادي نظمه النصر مقرون بضرب أسنة * لمعانها كوميض برق يشرق سبكت ما لتسبك كل خصم مارق * وتطرقت لمعاند يتطرق زرق تفوق البيض في الهيجاء إذ * يحمر من دمها العدو الأزرق ينسجن يوم الحرب كل كتيبة * تحت الغبار فنصرهن محقق ولعمري إن الشيخ شمس الدين بن المزين تطاول برمحه على أقرانه في ذلك العصر بقوله أنا أسمر والراية البيضاء لي * لا للسيوف وسل من الشجعان لم أحل في عيش العداة لأنني * نوديت يوم الجمع بالمران وإذا تعانقت الكماة بجحفل * كلمتهم فيه بكل لسان فتخالهم غنما تساق إلى الردى * قهر المعظم سطوة الجوباني وكتبت من حماة المحروسة حسب ما رسم لي به قولي أنا في الخط إن تحمر نقطي * فكتابي مقاتل الفرسان وقوامي إذا تثنى ففرد * ما له في تفرق الجمع ثاني