نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 8
فهو صادق [1] وذكر الجواليقي في المعرب [2] : فهي عجمية باعتبار الأصل ، عربية باعتبار الحال ، ويطلق على المعرب دخيل . و قال أبو حيان في الارتشاف : الأسماء الأعجمية على ثلاثة أقسام : قسم : غيرته العرب وألحقته بكلامها ، فحكم أبنيته في اعتبار الأصلي والزائد والوزن حكم أبنية الأسماء العربية الوضع . و قسم : غيرته ولم تلحقه بأبنية كلامها . و قسم : تركوه غير مغير : فما لم يلحقوه بأبنية كلامهم لم يعد منها ، وما ألحقوه بها عد منها . و اللغة العربية جد غنية بثروة لغوية بحيث يصعب لمن يريد حصرها أو إحصاءها ، وأن أكثر موادها غير مستعمل ، فقد نقل صاحب اللسان عن الكسائي قال : قد درس من كلام العرب كثير [3] . وحكى ابن حبيب البصري عن أبي عمرو أنه قال : " ما انتهى إليكم مما قالت إلا أقله ، ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير " [4] . و إن المستعمل من العربية في عصرنا لا يكاد يزيد عن عشرة آلاف مادة . من هنا وجب على المعاصرين اليوم الاهتمام الجدي باللغة من أجل بعث لغوي قبل استشراء فساد اللغة و انحطاط الأساليب الكتابية وانتشار اللحن والخطأ وتوجيه اللغات العامية ضربتها القاضية للغة الفصحى بعد أن هزمتها في مواقع كثيرة . هذا لا يعني أن الاهتمام بالعربية كان معدوما ، يقول أحمد عبد الغفور عطار في مقدمة الصحاح [5] : " واهتمام أبناء العربية بلغتهم قديم منذ العصر الجاهلي ، ولكن زاد هذا الاهتمام بمجيء الإسلام ، لأن العربية أصبحت لغة القرآن والدين الجديد والرسول الصادق الأمين . و إذا كان العرب قبل عصر الخليل بن أحمد لا يعرفون المعجم كما نعرفه ، فإن حاجتهم إليه لم تكن معدومة ، ولئن كانوا لا يعرفون المعجمات ولا وجود لها فإنهم كانوا يرجعون إلى أهل العلم ويسألونهم كما نسأل المعجم وكان أهل العلم باللغة يؤدون عمل المعجم .