responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 438


فكُلْ ، وفي الحديث " كان إذا دُعِيَ إلى الطَّعَامِ جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ " وهو الجُلُوسُ على الرُّكْبَةِ لِيَحْلُبَ الشاةَ ، يقال : احْلُبْ فكُلْ ، أَي اجلسْ [1] ، وأَرَادَ به جُلُوسَ المُتَوَاضِعِينَ ، وذكره في الأَساس في المجاز ، وفي لسان العرب : ومن أَمْثَالِهِم في المَنْعِ " ليس في كلِّ حِينٍ أُحْلَب فأَشْرَب " [2] قال الأَزهريّ : هكذا رواه المُنْذريّ ، عن أَبي الهَيْثم ، قال أَبو عُبَيْد : وهذا المَثَلُ يُرْوَى عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ ، قاله في حديثٍ سُئلَ عنه ، وهو يُضْرَبُ في كل شيءٍ يُمْنَعُ ، قال : وقد يقال : " ليس كُلَّ حِينٍ أَحْلُبُ فَأَشْرَب ، وعن أَبي عمرٍو : الحَلْبُ : البُرُوكُ . والشَّرْبُ : الفَهْمُ ، يقال : حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إذا بَرَكَ ، وشَرَبَ [3] يَشْرُبُ شَرْباً إذَا فَهِمَ ، ويقال لِلبَلِيدِ : احْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ . وقدْ حَلَبَتْ تَحْلُبُ إذا بَرَكَتْ على رُكْبَتِهَا .
وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبُونَ حَلْباً وحُلُوباً : اجْتَمَعُوا وتَأَلَّبُوا مِن كُلِّ وَجْهٍ وأَحْلَبُوا عَلَيْكَ : اجْتَمَعُوا وجاءوا من كُلِّ أَوْبٍ . وفي حديث سَعْدِ ابنِ مُعَاذٍ " ظَنَّ أَنَّ الأَنْصَارَ لا يَسْتَحْلِبُونَ لَهُ على ما يُرِيدُ " أَي لا يَجْتَمِعُونَ ، يقال : أَحْلَبَ القَوْمُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرَةِ والإِعَانَةِ ، وَأَصْلُ الإِحْلاَبِ : الإِعَانَةُ عَلَى الحَلْبِ ، كما تقدّم ، وقال الأَزهريّ : إذَا جَاءَ القَوْمُ من كل وَجْهٍ فاجْتَمَعُوا لِلْحَرْبِ [4] أَو غيرِ ذلك قيل : قد أَحْلَبُوا ، وأَنشد :
إذا نَفَرٌ منهم دويَّة أَحْلَبُوا * على عامِلٍ جاءَت مَنِيَّتُهُ تَعْدُو وعن ابن شُميل : أَحْلَبَ بَنُو فلانٍ مع بَنِي فلانٍ إذا جاءوا أَنْصَاراً لَهُم ، وحَالَبْتُ الرَّجُلَ إذا نَصرْتَه وعَاوَنْتَه ، وفي المَثَلِ " لَيْسَ لها [5] رَاعٍ ولكِنْ حَلَبَة " يُضرَب للرجُلِ يَسْتَعِينُكَ فتُعِينُه ولا مَعُونَةَ عنده ، ومن أَمثالهم : " حَلَبْتَ بالسَّاعِدِ الأَشَدِّ " أَي استعنتَ بمن يقومُ بأَمْركَ ويُعْنَى بحاجَتِكَ ، ومن أَمثالهم " حَلَبَتْ حَلْبَتَهَا ثُمَّ أقْلَعَتْ " يُضْرَبُ مثَلاً للرجُلِ يصْخَبُ ويَجْلُبُ ثُمَّ يَسْكُتُ من غيرِ أَن يكونَ منه شيءٌ على [6] جَلَبَتِهِ وصِيَاحِه . هذا محلُّ ذِكْرِه ، لا كما فَعَلَه شيخُنَا في جُمْلة استدراكاتِه على المجْدِ في حرف الجيم .
ومن المجاز يَوْمٌ حَلاَّبٌ كشَدَّادٍ [7] ويَوْمٌ هَلاَّبٌ ويَوْمٌ هَمَّامٌ ويوْمٌ صَفْوَانُ ومِلْحَانُ وشَيْبَانُ ، فَأَمَّا الهَلاَّبُ فاليابِس بَرْداً ، وأَمَّا الهَمَّامُ فالَّذِي قَدْ هَمَّ بَرْداً وأَمَّا الحَلاَّبُ فالذي فيه نَدًى ، قاله شَمِرٌ ، كذا في لسان العرب ، وحَلاَّبٌ أَيضاً فَرَسٌ لبَنِي تَغْلِبَ ابنِ وائلٍ ، وفي التهذيب : حَلاَّبٌ من أَسماء خَيْلِ العَرب السابقةِ ، وعن أَبي عُبيدة : حَلاَّبٌ من نِتَاجِ الأَعْوَجِ ، وأَبُو العَبَّاسِ أحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَلاَّبِيُّ ، فَقِيهٌ ، مَا رَأَيْتُ بهذا الضَّبْطِ إلاَّ عليَّ بنَ أَحمدَ المتقدم بذكره ، وهو منسوب إلى جَدِّهِ .
وهَاجِرَةٌ حَلُوبٌ : تَحْلِبُ العَرَقَ .
وتَحَلَّبَ العَرَقُ : سَالَ وتَحَلَّبَ بَدَنُهُ عَرَقاً : سَالَ عَرَقُهُ أَنشد ثعلب :
وَحَبَشِيَّيْنِ إذَا تَحَلَّبا * قالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبَا تَحَلَّبَا : عَرِقَا وتَحَلَّبَ عَيْنُه وفُوهُ : سَالاَ ، وكذا تَحَلَّبَ شِدْقُه ، كذَا في الأَساس ، وفي لسان العرب ، وتَحَلَّبَ النَّدَى إذا سَالَ ، وأنشد :
وظَلَّ كَتَيْسِ الرَّبْلِ يَنْفُضُ مَتْنَه * أَذَاةً بِهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ شَبَّهَ الفَرَسَ بالتَّيْسِ الذي تَحَلَّبَ عليه صَائِكُ المَطَرِ من الشَّجَرِ ، والصَّائِكُ : الذي تَغَيَّرَ لونُه ورِيحُه . وفي حديث ابنِ عُمَرَ " رَأَيْتُ عُمَرَ يَتَحَلَّبُ فُوهُ فَقَالَ أَشْتِهِي جَرَاداً مَقْلُوًّا " أَي يَتَهَيَّأُ رُضَابُهُ للسَّيَلاَنِ ، كانْحَلَبَ ، يقال : انْحَلَبَ العَرَقُ : سَالَ ، وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ : سَالَتَا ، قال :
* وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ طُولِ الأَسَى * وكُلُّ ذلك مجازٌ .
.



[1] عبارة الأساس : احلب فكل أي ابرك على الركبتين لأنها هيئة الحالب .
[2] ضبط اللسان : فأشرب .
[3] بهامش المطبوعة المصرية : " قوله وشرب الخ من باب نصر كما ذكره المجد في مادة شرب قال وشرب كنصر منهم ا ه‌ " .
[4] اللسان : لحرب .
[5] زيادة عن اللسان .
[6] في اللسان : غير .
[7] في نسخة أخرى : ككتان . ( 8 ) بهامش المطبوعة المصرية : " قوله المتقدم بذكره كذا بخطه " .

438

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست