responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 357


جُدُوبٌ ، وقد قالُوا : أَرَضُونَ جُدُوبٌ ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ منها جَدْباً ثم جمعوه على هذا ، وأَرَضُونَ جَدْبٌ كالواحد ، فهو على هذا وصفٌ للمصدر ، والذي حكاه اللحيانيّ : أرْضٌ جُدُوبٌ ، وقَدْ جَدُبَ المَكَانُ كَخَشُنَ ، جُدُوبَةً ، وجَدَبَ ، بالفتح ، وأَجْدَبَ رُبَاعِياً ، والأَجْدَبُ : اسمٌ للمُجْدِب ، كذا في المحكم ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ : صَارَ فيهَا جَدْبٌ .
وَجَادَبَبِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لا تأْكل إلاَّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ دَرِينَ الثُّمَامِ ، فيقال لهَا حينَئذٍ : جَادَبَتْ [1] ، وفي المحكم : في الحَدِيثِ وكَانَت فِيهِ ، وفي نسخة : فيها ، ومثلُه في المحكم أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ المَاءَ ، قِيلَ : هي جَمْعُ أَجْدُب الذي هو جَمْعُ جَدْب بالسكون كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ ، قال ابن الأَثير في تفسير الحديث : الأَجَادِبُ : صِلاَبُ الأَرْضِ التي تُمْسِك المَاءَ [2] ولا تَشْرَبُه سريعاً ، وقيل : هي الأَرْضُ التي لا نَبَاتَ بها ، مأْخوذٌ من الجَدْبِ وهو القَحْطُ ، قال الخَطَّابِيُّ : وأَمَّا أَجَادِبُ فهو غَلَطٌ وتَصْحيفٌ ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللَّفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدَّالِ ، قال : وكذلك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ ، قال : وقد رُوِي أَحَادِبُ ، بالحَاء المُهْمَلَةِ ، قال ابن الأَثيرِ : والذي جاءَ في الرِّوَايَة أَجَادِبُ بالجيم ، قال : وكذا جاءَ في صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ ، انتهى ، قال شيخُنَا : قلتُ : أَي فَلاَ يُعْتَدُّ بغيرِه ، ولا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ ، ثم نَقَل عن عِيَاضٍ في المَشَارِق ، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول في المطالعِ : أَجَادِبُ ، كذا رَوَيْنَاه في الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بلا خِلاَفٍ ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ ، قالُوا : هو جَمْعُ جَدْب ، على غيْرِ قِياسٍ ، كمَحَاسِنَ ، جَمْع حَسَنٍ ، ورَوَى الخَطَّابيُّ : أَجَاذِبُ ، بالذال المعجمة ، وقال بعضهم : أَحَازِبُ بالحاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ ، ورواهُ بعضُهُمْ : إخَاذَاتٌ ، جَمْعُ إخَاذَةٍ ، بكسر الهمزة بعدها خاءٌ معجمة مفتوحة خفيفة وذال معجمة ، وهي الغُدْرَانُ التي تُمْسِكُ ماءَ السماءِ ، ورواهُ بعضُهُم : أَجَارِدُ ، أَي مواضعُ مُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ ، انتهى كلامُ شيخنا .
وفي المحكم : فَلاَةٌ جَدْبَاءُ : مُجْدبَةٌ ليس [3] بها قليلُ ولا كثيرٌ ولا مَرْتَعٌ ولا كَلأٌ قال الشاعر :
أَوْ فِي فَلاً قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ * مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس [4] وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فهي مُجْدِبَةٌ ، وجَدُبَتْ .
والمجْدَابُ ، كمِحْرَابٍ : الأَرْض التي لا تَكَادُ تُخْصِبُ ، كالمخْصَاب وهي الأَرْضُ التي لا تكادُ تُجْدبُ ، وفي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ " هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البَلاَدَ " اي قَحطَتَ وغَلَت الأَسعار .
وجِدَبٌّ : كَهِجَفٍّ وجَدَبٌّ ( 4 ) في قول الراجز مما أَنشده سيبويه :
لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا * في عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكة البَاء وحذَف الأَلِفَ ، اسمٌ لِلْجَدْبِ بمعنى المَحْلِ . في المحكم : قال ابنُ جِنِّي : القَوْلُ فيه أَنَّهُ ثَقَّلَ البَاء [ الباء ] ( 5 ) كَمَا ثَقَّلَ اللاَّمَ في عَيْهَلّ ، في قوله :
بِبَازِل وَجَناءَ أَوْ عَيْهَلِّ فلم يُمْكنْه ذلك حتى حَرَّكَ الدَالَ لما كانت ساكنةً لا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثم أَطْلَق كإطلاقِه عَيْهَلّ ونحوها ، ويُرْوَى أَيْضاً : جَدْبَبَّا ، وذلك أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ ، والدَّالُ قبلها ساكنةٌ ، فلم يُمْكنه ذلك ، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّال ، لأَنَّ في ذلك انْتقَاضَ الصِّيغَة ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونهَا ، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن ، وهذه عبارة المحكم ، وقد أَطَالَ فيها فراجِعْه ، وأَغْفَلَه شيخُنا .
ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ أَي مَا أَسْتَوْخمُ ، نقله الصاغانيُّ .
وأَجْدَابِيَّةُ بتشديد الياءِ التحتية ، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة ،



[1] هو قول ابن السكيت قاله في الصحاح .
[2] النهاية واللسان : " فلا " .
[3] في اللسان : " والجدبة : الأرض التي ليس . . . " .
[4] بهامش المطبوعة المصرية : " العربسيس متن مستو من الأرض ويوصف به فيقال أرض عربسيس كذا في اللسان ا ه‌ " . ( 5 ) زيادة عن اللسان .

357

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست