responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 356


منه إلا أَلفاظ أَرْبَعَة ، وهو الذي نقلَه الجوهريُّ عن الخَليل ، قال شيخُنَا : ثم اختلفَ الصرفيّونَ في نونه إذا كان مفتوحَ الثالث ، فقيل : إنها زائدة ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ ، وقيل : أَصليّة ، وهو مُخَفَّفٌ من الضَّمّ ، والأَول أَظهَرُ ، لتصريحهم بزيادة نونه في جميع لُغَاته ، وفي كلام الشيخ أَبي حَيَّانَ أَن نونَ جُنْدَب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ ، ولزوم هذه النون البنَاءَ ، إذ لا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول ، ولمجئ التضعيفِ في قُنْبَر ، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ ، وما جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على ما ثَبَتَ تصريفُه ، وإذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ في جُنْدَبِ بفتح الدال ، ثَبَتَتْ في مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ ، لأَنهما بمعنًى هذا كلام أَبي حَيَّان ، ومثلُه في المُمْتعِ ، انتهى كلام شيخنا : جَرَادٌ م وقال اللحْيَانيّ : هو دَابَّةٌ ، ولم يُحَلِّهَا ، كذا في المحكم ، وقيل : هو الذَّكَرُ من الجَرَادِ ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بالليل ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ [1] ، وفي المحكم : هو أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ في البَرَارِيِّ ، قال : وإيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله :
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ * إذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال الأَزهَرِيّ : والعَرَبُ تقولُ : " صَرَّ الجُنْدُبُ " يُضْرَبُ [ مثلا ] [2] لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبَهُ ، والأَصلَ فيه أَن الجُنْدُبَ إذا رَمِضَ في شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً [3] فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً ، وقيلَ : هو الصغيرُ من الجَرَاد .
وفي الصَّحَابةِ من اسْمُهُ : جُنْدَب أَبُو ذرٍّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله ، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير ، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ ، رضي الله عنهم ، وقال غيرُه : هو ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ واسْمٌ ، وفي حديث ابن مسعود : " كانَ يصَلِّي الظُهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرَّمْضَاءِ " أَي تَثِبُ .
وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هو جُنْدبُ الخَيْرِ ، وفي التَّابِعِينَ : جُنْدب بنُ كَعْبٍ ، وجُنْدب بن سَلاَمةَ ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ .
ويقال : وَقَعَ فلانٌ في أُمِّ جُنْدَبٍ إذَا وَقَع في الدَّاهِيَةِ ، وقيلَ : الغَدْرِ ، ورَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَبٍ ، إذَا رَكِبَ الظُّلْمَ ، الثلاثة من المحكم ويقال : وَقَعُوا في أُمِّ جُنْدَب ، أَي ظُلِمُوا كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَةِ ، ويقال : وَقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب ، إذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ ، قال الشاعر :
قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بهِ * جِهَاراً ولمْ نَظْلِمْ بهِ أُمَّ جُنْدَبِ أَيْ لَمْ نَقْتلْ غَيْر القَاتِلِ .
وأُمُّ جُنْدبٍ أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمِي فيه بَيْضَهُ ، والمَاشِي في الرَّمْلِ وَاقعٌ في شَرِّهِ .
وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ فُطْرَةَ [4] بنِ طَيِّئ ، هو الرابع من وَلَد وَلَدِ طَيِّئ ، وأُمُّهُ : جَديلَة بِنْت سَبيع ابنِ عَمْرٍو ، مِنْ حِمْيَر ، وفيه قال عَمْرُو بن الغَوْثِ ، وهو أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ في طَيِّئ بَعْدَ طَيِّئ :
وإذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لَها * وإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ كذا في المعجم .
وأَجْدَبَ الأَرْضَ : وَجَدَهَا جَدْبَةً وكذلك الرجُلَ ، يقال : نَزَلْنَا فلاناً [5] فأَجْدَبْنَاهُ إذا لَمْ يَقْرهِمْ وأَجْدَبَ القَوْمُ ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ .
وفي المُحْكَم : مَكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ : كأَنَّه على جُدِبَ وإن لم يُسْتَعْمَلْ ، قال سَلاَمَةُ بن جَنْدَلٍ :
كُنَّا نَحُلُّ إذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ * بِكُلِّ وادٍ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ كذا في المحكم وَجِديبٌ أَي بَيِّنُ الجُدُوبَةِ ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ وجَدْبٌ وعليه اقتصر ابنُ سِيده : مُجْدِبَة ، والجَمْعُ



[1] العبارة في اللسان : وفسره السيرافي بأنه الجندب . وقال العدبس : الصدى هو الطائر الذي يصر بالليل ويقفز ويطير ، والناس يرونه الجندب ، وإنما هو الصدى .
[2] زيادة عن اللسان .
[3] اللسان : وطار .
[4] عن جمهرة ابن حزم ، وبالأصل " قطرة " .
[5] في اللسان : " بغلان " .

356

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست