نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 12
العين والحاء ، فوجدت العين أنصع الحرفين فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف ، وليس العلم بتقديم شيء على شيء ، لأنه كله يحتاج إلى معرفته فبأي بدأت كان حسنا ، وأولاها بالتقديم أكثرها تصرفا [1] . أما بالنسبة لنظام التقليبات الذي اتبعه الخليل ، يقول د . يعقوب [2] : فيظهر أن الفراهيدي قد رأى أنه لا يمكن حصر جميع مفردات اللغة إلا باتباع نظام حسابي دقيق ، فهدته عبقرية الفذة إلى نظام التقليبات . و في موضع آخر يقول : يهمنا التأكيد أن ترتيب الخليل للحروف حسب مخارجها ونظامه في التقليبات قد أصبحا سمة مرحلة مميزة من مراحل التأليف المعجمي ، أو قل سمة مدرسة كان من تلامذتها كثيرون ، لعل أهمهم الأزهري في معجمه " تهذيب اللغة " والقالي في معجمه " البارع " وابن سيده في " المحكم " . كتاب العين : مؤلفه الخليل بن أحمد الفراهيدي . أما منهجه فيه فقد اتسم بما يلي [3] : 1 - رتب المواد بحسب مخارجها ( وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك قريبا ) . 2 - نظم الكلمات تبعا لحروفها الأصلية ( الجذور ) دون مراعاة الأحرف الزائدة فيها ، أو الأحرف المقلوبة عن أحرف أخرى . 3 - اتبع نظام التقليبات الذي ابتدعه بنفسه . 4 - جعل معجمه أقساما على عدد الحروف ، وسمى كل قسم أو كل حرف كتابا ، وبدأ معجمه بكتاب العين . 5 - أخضع تبويب الكلمات لنظام الكمية ، أو لنظام الأبنية . 6 - كان يأتي بالشواهد في معظم ما يفسره ، وكانت هذه الشواهد مستمدة من الشعر والحديث و الأمثال والقرآن . 7 - أثبت كثيرا من رجال السند . و يمكن أثر كتاب العين في أنه افتتح به التأليف المعجمي فكان للغويين منهجا وسنة ،
[1] المزهر 1 / 90 [2] المعاجم العربية ص 42 [3] المعاجم العربية ص 46 وما بعدها باختصار وانظر مقدمة الصحاح لأحمد عطار ص 57 - 58 والمزهر 1 / 90 - 91 .
12
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 12