نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 110
والبَداهَةُ ، على البَدَلِ ، وزاد أَبو زيد : بُدَّاءة كتُفَّاحة ، وزاد ابنُ منظور : البِدَاءة بالكسر مهموزاً ، وأمَّا البِدايَةُ ، بالكسر والتحتيَّة بدلَ الهمزة . فقال المطرزيُّ : لغةٌ عامِّيَّةٌ ، وعدَّها ابن بِرِّيٍّ من الأَغلاط ، ولكن قالَ ابنُ القَطَّاع : هي لغةٌ أنصاريَّة ، بَدَأْتُ بالشيءِ وبَدِيتُ به : قَدَّمته ، وأَنشدَ قولَ ابنِ رَوَاحَة : باسمِ اللهِ وبِهِ بَدِينَا * ولو عَبَدْنا غَيْرَهُ شَقِينَا [1] ويأْتي للمصنف بديت في المعتل ، ولك البَديئَةُ كسفينة ، أَي لك أن تَبْدَأْ قبلَ غيرِكَ في الرَّمْيِ وغيره . والبَديئَةُ : البديهَةُ ، وهو أَوَّل ما يَفْجَؤُكَ ، وفلان ذو بَدْأَة جيِّدة ، أَي بديهة حسنة ، يُورِد الأَشياءَ بسابقِ ذِهنه . وجمع البَدِيئة البَدَايَا ، كبريئة وبَرايا ، حكاهُ بعض اللغويِّين . والبَدْءُ والبَدِئُ : الأوَّلُ ، ومنه قولهم : افْعَلْهُ بَدْءاً وأوَّلَ بَدْءٍ عن ثعلب ، وبادِيَ بدْءٍ على فَعْلٍ ، وبادِيَ بفتح الياء فيهما بَدِيٍّ كغني [2] ، الثلاثة من المُضافات ، وبادِي بسكون الياء ، كياء مَعْدِيكَرِب ، وهو اسم فاعلٍ من بَدِيَ كبَقِيَ لغةٌ أَنصاريَّة ، كما تقدم بَدْأَةَ بالبناء على الفتح وبدْأَةَ ذِي بَدْءٍ ، وبَدَأَةَ بالمدّ ذِي بَدي على فعل وبادِيَ بفتح الياء بَدِئٍ ككتف وبَدِئَ ذي بَدِئٍ كأَمير فيهما ، وبادِئَ بفتح الهمزة بَدْءٍ على فَعْلٍ وبادِئَ بفتح الهمزة ، وفي بعض النسخ بسكون الياء بَدَاءٍ كسَماءٍ ، وبَدَا بَدْءٍ وبَدْأَةً بَدَأَةً بالبناء على الفتح ، وبادِي بسكون الياء في موضع النصب ، هكذا يتكلَّمون به بَدٍ كَشَجٍ ، وبادِي بسكون الياء بَدَاءٍ كسماءٍ ، وجمْعُ بَدٍ مع بَادِي تأْكيدٌ ، كجمعه مع بَدَا ، وهكذا باقي المُركبَّات البِنائيَّة ، وما عداها من المُضافاتِ ، والنُّسخُ في هذا الموضع مع اختلافٍ شديدٍ ومُصادَمة بعضُها مع بعضٍ ، فليكن الناظِرُ على حَذرٍ منها [3] ، وعلى ما ذَكرناهُ من الضَّبْطِ الاعتمادُ إن شاء الله تعالى أَي أَوَّلَ شيءٍ ، كذا في نُسخةٍ صحيحةٍ ، وفي اللسان : أَي أوَّلَ أوَّلَ ، وفي نُسخةٍ أُخرى : أَي أَوَّل ، وفي نسخة أُخرى : أَي أوَّلَ كلِّ شيءٍ ، وهذا صَريح في نَصبِه على الظرفيَّة ، ومُخالِفٌ لما قالوه : إنَّه منصوبٌ على الحالِ من المفعولِ ، أَي مَبْدوءاً به قبل كلِّ شيءٍ ، قالَ شيخنا : ويصحُّ جعلهُ حالاً من الفاعلِ أيضاً ، أَي افعَلْهُ حالةَ كونِك بادِئاً ، أَي مُبتدِئاً . ويقال رَجَعَ . يحتمل أن يكون متعدِّياً فيكون عَوْدَه منصوباً على بَدْئِه ، وكذا عوداً على بَدْءٍ . وفَعلَه في عَوْدِه وبَدْئِه ، أَي رَجع في الطَّريق الذي جاءَ منه [4] . وفي الحديث : " أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم نَفَلَ في البَدْأَةِ الرُّبُع ، وفي الرَّجعَةِ الثُّلُث " ، أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتداءَ سَفَرِ الغَزْوِ ، وبالرَّجْعَةِ القُفولَ منه [5] . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : لقد سمِعْتُه بقول : " ليَضْرِبنَّكُمْ على الدِّينِ عَوْداً كما ضَرَبْتُموهُمْ عليه بَدْءاً " أَي أَوَّلاً ، يعني العَجَم والمَوالِيَ . وفلان ما يُبدِئُ وما يُعِيد أَي ما يتكلَّم ببادِئَةٍ ولا عائِدَةٍ . وفي الأَساس أَي لا حيلةَ له [6] ، وبادِئَةُ الكلام : ما يورِدُهُ ابْتِداءً ، وعائِدتُه : ما يَعود عليه فيما بعدُ . وقال الزجَّاج في قوله تعالى : " وما يُبْدِئُ الباطِلُ وما يُعيدُ " [8] ما في موضِعِ نصب أَيْ أَيَّ شيء يُبْدِئُ الباطلُ وأيَّ شيء يُعيدُ ( 8 ) . والبَدْءُ : السَّيِّدُ الأوَّلُ في السِّيادة ، والثُّنْيانُ : الذي يليه في السُّؤددِ ، قالَ أَوس بن مَغْراءَ ( 9 ) السَّعْدِيُّ : ثُنْيانُنها إنْ أَتاهُمْ كانَ بَدْأَهُمْ * وبَدْؤُهُمْ إنْ أَتانا كانَ ثُنْيانا
[1] بعده في اللسان ( بدا ) : وحبذا ربا وحب دينا . [2] في اللسان : قالوا : افعله بدءا وأول بدء عن ثعلب ، وبادئ بدء وبادي بد لا يهمز . قال : وهذا نادر لأنه ليس على التخفيف القياسي ، ولو كان كذلك لما ذكر ههنا . [3] انظر القاموس واللسان فيما نقله عن الصحاح . [4] في اللسان : وتقول : أفعل ذلك عودا وبدءا . ويقال : رجع عوده على بدئه : إذا رجع في الطريق الذي جاء منه . [5] زيد في اللسان : والمعنى كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت بطائفة من العدو فما غنموا كان لهم الربع . . . وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر كان لهم من جميع ما غنموا الثلث . [6] في الأساس : إذا لم يكن له حيلة . قال عبيد : أقفر من أهله عبيد * فاليوم لا يبدي ولا يعيد ( 7 ) سورة سبأ : 49 . [8] زيد في اللسان : وتكون ما نفيا ، والباطل هنا إبليس ، أي ما يخلق إبليس ولا يبعث . ( 9 ) بالأصل : معرى تحريف . والتصحيح عن أمالي القالي 2 / 172 وصدر البيت في المقاييس والمجمل : ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم .
110
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 110