نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 106
والواحدة بهاءٍ ، قالَ الإمام أبو القاسمِ عليُّ بنُ جعفرِ بن عليٍّ السعديُّ ابنُ القَطَّاعِ إن هَمزَتَه أصْلِيَّةٌ وذلك عند سيبَويْه . وقال نصرُ [1] بن حمَّاد : همزة الأشاءة منقلِبة عن الياءِ ، لأن تصغيرها أُشَيٌّ ، ولو كانت مهموزةً لكان تَصغيرها أُشَيْئاً . قلت : وقد ردَّه [2] ابن جِنِّي وأَعظَمه وقال : ليس في الكلام كلمةٌ فاؤُها ولامها همزتانِ ، ولا عَيْنها ولامُها همزتان ، بل قد جاءَت أَسماءٌ محصورةٌ ، فوقعت الهمزة منها فاءً ولاماً ، وهي آءةٌ وأَجاءةٌ فهذا أي المهموز موضعُه أي موضِع ذِكره لا كما توهَّمه الجوهريّ ، والقزَّاز صرَّح بأَنه واوِيٌّ ويائيٌّ ، وفي المحكم أَنَّه يائِيٌّ ، والمصنِّف في ردِّه على الجوهريِّ تابعٌ لابن جِنِّي ، كما عرفت ، وفي المعجم نقلاً عن أبي بكرٍ محمد بن السَّرِيِّ : فأمَّا ما ذهب إليه سيبَويهِ من أنَّ أَلاءة [3] وأَشاءة ممَّا لامه همزةٌ ، فالقول عندي أنَّه عَدَل بهما [ عن ] [4] أن يكونا من الياءِ ، كعَباءة وصَلاءة وعَظاءة ، لأنه وجدَهم يقولون : عَباءة وعَبايَة ، وصَلاءة وصَلايَة ، وعَظاءة وعَظايَة ، فيهنَّ ، على أنَّها بدَلٌ من الياءِ التي ظهرتْ فيهنَّ لاماً ، ولمَّا لم يَسمعهم يقولون أَشايَةً ولا أَلايَة ، ورفضوا فيهما الياءَ البتَّةَ ، دلَّه ذلك على أَنَّ الهمزة فيهما لامٌ أصلِيَّة غير مُنْقلبة عن واو ولا ياءٍ ، ولو كانت الهمزة فيهما بَدَلاً لكانوا خُلَقاءَ أَن يُظْهِروا ما هو بَدَلٌ منه ليستدِلُّوا بها عليها [5] ، كما فعلوا ذلك في عَباءة وأُخْتَيْها ، وليس في أَلاءةٍ وأَشاءة من الاشتقاقِ من الياء ما في أَباءةٍ ، من كونها في معنى أبَيْتُ ، فلهذا جازَ لأبي بكرٍ أَن يَزعم إنَّ همزَتَها من الياءِ ، وإذا لم يَنطِقوا فيها بالياءِ ، انتهى . ومن سَجَعَاتِ الأَساس : ليس الإِبلُ كالشَّاءِ ، ولا العِيدانُ كالأَشاءِ . * ومما يستدرك عليه : الأَشاءة : موضع ، قالَ ياقوت : أَظنه باليمانة أَو ببطنِ الرُّمَّة ، قالَ زياد بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ : عنِ الأَشاءةِ هَلْ زالَتْ مَخارِمُها * أَمْ هَلْ تَغَيَّرَ من أَرَامِها إِرَمُ [6] وأُشَيْءٌ ، بالضمّ مصغَّراً مهموزاً ، قالَ أَبو عُبيدِ السَّكونيُّ : من أَرادَ اليمامةَ من النِّباجِ صار إلى القريتينِ ، ثمَّ خرج منها إلى أُشَيْءٍ ، وهو لعَدِيِّ بن الرِّباب ، وقيل هو [7] للأَحْمالِ من بَلْعَدَوِيَّة . وقال غيره : أُشَيْءٌ : موضِع بالوَشْمِ ، والوشمُ : وادٍ باليمامة فيه نخلٌ ، وهو تصغير الأَشاءِ ، وهو صِغارُ النخلِ ، الواحدة أَشاءةٌ . وقد ذكره المصنِّفُ في المعتلِّ ، والصواب ذِكرُه هنا ، فإنَّ الإِمام ابن جِنِّي قالَ : قد يجوز عندي في أُشَيْءٍ هذا أن يكون من لفظ أَشاءة ، فاؤه ولامُه همزتان ، وعينُه شينٌ ، فيكون بناؤُه من وشي [8] وإذا كانَ كذلك احتملَ أن يكون مُكبَّرة فَعَالاً ، كأنَّه أَشاءٌ أحد أمثلةِ الأَسماءِ [9] الثُّلاثيَّة العَشرةِ ، غير أنه حُقِّرَ فصارَ تصغيره أُشَيْئاً ، كأُشَيْعٍ ثمَّ خُفِّفت همزته بأَن أُبدلت ياءً وأُدغمت فيها ياءُ التحقير ، فصارَ أُشَيّ ، كقولك في تَحقير كَمْءٍ مه تَخفيف الهمزةِ كُمَيّ ، وقد يجوز أيضاً أن يكون أُشَيّ [10] تَحقيرَ أَشْأَى ، أَفْعَل من شَأَوْتُ ، أَو شَأَيْتُ ، حُقِّرَ فصارَ أُشَيْءٌ كأُعَيْم ، ثمَّ خُفِّفت همزته فأُبدِلَت ياءً وأُدغمت ياءُ التحقير فيها - كقولك في تَخفيف تَحقير أَرْؤُس أُرَيِّس - فاجتمعت معك ثلاثُ ياءاتٍ ، ياءُ التحقير ، والتي بعدها بدلاً من الهمزة ، ولامُ الفعل ، فصارت إلى أُشَيٍّ . . . وقد يجوز في أُشَيٍّ أيضاً أن يكون تحقير أَشْأَى وهو فَعْلى [11] كأَرْطى ، من لفظ أَشاء [12] ، حُقِّر كأُرَيْط ، صار أُشَيْئاً ، أُبدلت همزته للتخفيف ياءً ، فصار أُشَيًّا [13] . واصرِفْه في هذا البتَّةَ كما يُصرَفُ أُرَيْط معرفةً ونَكِرَةً ، ولا تَحذِف هنا ياءً كما لم تَحْذِفْها فيما قَبْلُ ، لأنَّ الطريقتين واحدةٌ ، كذا في المعجم .
[1] معجم البلدان ( الأشاءة ) : إسماعيل . و ( أشي ) : نصر . [2] بالأصل : " وقدره " وما أثبتناه عن معجم البلدان . [3] عن معجم البلدان ( الأشاءة ) بالأصل : ألاءة . [4] زيادة عن معجم البلدان ، سقطت من الأصل . [5] معجم البلدان : عليهما . [6] اللسان ( أشي ) : آرامها . [7] زيادة عن معجم البلدان ( أشي ) . [8] كذا بالأصل ، وفي معجم البلدان عن ابن جني : " أشأ " . [9] زيادة عن معجم البلدان . [10] في معجم البلدان : أشي أصوب . [11] زيادة عن معجم البلدان ( أشي ) . [12] المعجم : أشأة . [13] المعجم : أشييا .
106
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 106