وتقول : ( الطائر فَيَغْضَبُ زَيْدٌ الذُّبَابُ ) بالرفع وجوبا لأن الاسم في تأويل الفعل أي : الذي يطير ( 1 ) .ولا يُنْصَبُ ب ( أن ) مضمرة في غير هذه المواضع العشرة إلا شاذاً كقول بعضهم : ( تَسْمَعَ بالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ ) ( 1 ) وقول آخر : ( خُذِ الِّلصَّ قَبْلَ يَأْخُذَكَ ) ( 2 ) وقراءة بعضهم ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغَهُ ) ( 1 ) .فصل وجازِمُ الفعل نوعانِ : جازمٌ لفعل واحد وهو أربعة : ( لا ) الطلبية نَهْياً كانت نحو ( لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ ) ( 2 ) أو دُعَاءً نحو ( لاَ تُؤَاخِذْنَا ) ( 3 ) وجَزْمُهَا فِعْلَيِ المتكلم مبنيين للفاعل نَادِرٌ كقوله :* لاَ أَعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدَامِعُها * وقال :* إذَا مَا خَرَجْنَا مِنْ دِمَشْقَ فَلاَ نَعُدْ * ويكثر ( لاَ أُخْرَجْ ) و ( لاَ نُخْرَجْ ) لأن المنهيَّ غيُر المتكلم ( 1 ) . واللام الطلبية أمراً كانت نحو ( لُيِنْفَقُ ذُو سَعَةٍ ) ( 2 ) أو دعاء نحو ( لَيِقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) ( 3 ) وَجَزْمُهَا فِعْلَيِ المتكلم مبنيين للفاعل قليل نحو ( قُومُوا فَلأُصَلِّ لَكُم ) و ( وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) وأقَلُّ منه جَزْمُهَا فعل الفاعل المخاطب نحو ( فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرحُوا ) ( 5 ) في قراءةٍ ( 6 ) ونحو ( لَتَأْخُذُوا مَصَافَّكُمْ " ( 7 ) الأكْثَرُ الاستغناء عن هذا بفعل الأمر ( 8 ) .