responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 58


وقال أبو الأسود : ما غلبنى قط إلَّا رجل أخذت منه ثوبا بعشرين ، ومررت بجماعة سألونى عنه ، فقلت : أخذته بأربعين ، فلما وفّيت الرجل العشرين قال : ما آخذ إلَّا أربعين ، وهؤلاء الشهود عليك ! وقال ابن دأب [1] : بلغنى أن معاوية قال لأبى الأسود الدّؤليّ : إن عليا - كرّم اللَّه وجهه - أراد أن يدخلك في الحكومة ؛ فعزمت عليك إلَّا أخبرتنى أيّ شىء كنت تصنع في ذلك ؟ قال : كنت آتى المدينة ؛ فأجمع ألفا من المهاجرين وألفا من الأنصار ؛ فإن لم أجدهم أتممتهم من أبنائهم ، وأستحلفهم باللَّه الذى لا إله إلا هو : المهاجرون أحقّ بها أم الطَّلقاء ؟ فقال معاوية : إذن واللَّه لا يختلف عليك اثنان .
< شعر > وفي الصّدق نجاة حين لا ينجيك إحسان [2] < / شعر > وقال الزبير بن بكَّار : بلغنى أن أبا الأسود الدّؤليّ قال لرجل هنّأه بتزويج : باليمن والبركة ، وشدّة الحركة ، والظفر عند المعركة .
ورأى عبيد اللَّه بن أبى بكرة القاضى [3] على أبى الأسود الدّؤليّ جبّة رثّة ، فقال له :
يا أبا الأسود ، ما تملّ هذه الجبّة ! فقال : ربّ مملول لا يستطاع فراقه ! فوجّه إليه بمائة ثوب ، فأنشأ أبو الأسود يقول :
< شعر > كسانى ولم أستكسه [4] فشكرته * أخ لك يعطيك الجزيل وناصر [5] وإن أحقّ الناس إن كنت شاكرا * بشكرك من أعطاك والعرض وافر < / شعر >



[1] ابن دأب : هو عيسى يزيد بن بكر بن دأب . قال أبو الطيب اللغويّ : « كان ابن دأب يصنع الشعر وأحاديث السمر بالمدينة ، كما يصنع كلاما ينسبه للعرب » . المزهر ( 2 : 414 ) .
[2] البيت للفند الزمانى ، وهو في ديوان الحماسة ( 1 : 26 ) وروايته فيه : « وفى الشر نجاة » .
[3] في خزانة الأدب ( 1 : 137 ) : أنه المنذر بن الجارود العبديّ ، وكان صديقا لأبى الأسود .
[4] في تلخيص ابن مكتوم : « كساك ولم تستكسه » .
[5] في خزانة الأدب للبغداديّ : « يأصر » . والبيت مع الروايتين في تاب التصحيف للعسكريّ ص 93 . وروى الحريريّ في درة الغواص ص 71 عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر قال : « اجتمع عندنا أبو نصر أحمد بن حاتم وابن الأعرابيّ فتجاذبا الحديث إلى أن حكى أبو نصر أن أبا الأسود الدؤليّ دخل على عبيد اللَّه بن زياد وعليه ثياب رثة ، فكّساه ثيابا جددا من غير أن عرض له بسؤال ، أو ألجأه إلى استكساء ، فخرج وهو يقول : كساك ولم تستكسه فحمدته * أخ لك يعطيك الجزيل وياصر وإن أحق الناس إن كنت مادحا * بمدحك من أعطاك والعرض وافر فأنشد أبو نصر قافية البيت ( وياصر ) ، يريد به : ويعطف ، فقال ابن الأعرابى : بل هو ( وناصر ) بالنون ، فقال له أبو نصر : دعنى يا هذا وياصرى ، وعليك وناصرك » .

58

نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست