نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 57
فيما اعتذر به إليهم أن قال : إن اللَّه يرميه لقطيعته الرحم وسرعته إلى الظلم . فقال أبو الأسود : واللَّه لا أجاور رجلا يقطع رحمى ، ويكذب على ربّى ، ولو رمانى اللَّه لأصابنى . فباع داره واشترى دارا له في هذيل ، فقال له قومه : يا أبا الأسود ، بعت دارك : فقال لم أبع دارى وإنما بعت جارى ؛ فأرسلها مثلا ، ولذلك قيل : « الجار قبل الدار » . ومن أبى الأسود أخذ مالك قوله : « تركت الدار من سوء الجوار » . وقال أبو الأسود في ذلك : < شعر > رماني جارى ظالما برميّة * فقلت له : مهلا فأنكر ما أتى وقال : الذي يرميك ربّك جازيا * بذنبك والأذناب [1] تعقب ما ترى فقلت له : لو أن ربى برمية * رماني لما أخطا إلهي ما رمى جزى اللَّه شرا كل من نال سوءة * وينحل فيها ربّه الشّرّ والأذى [2] < / شعر > قال : وخاصمت امرأة أبى الأسود أبا الأسود إلى زياد في ولدها - وكان أبو الأسود طلَّقها ، فقالت له : أنا أحقّ بولدي ، فقال أبو الأسود : أنا أحق بولدي ؛ حملته قبل أن تحمله ، ووضعته قبل أن تضعه . فقالت : صدق - أصلحك اللَّه - حمله خفّا وحملته ثقلا ، ووضعه شهوة ووضعته كرها ، فقال زياد : خصمتك [3] ؛ هى أحقّ بولدها ما لم تتزوّج .
[1] في الأغانى : « والحوبات » . والأذناب : جمع ذنب . والأغلب في جمع « فعل » المفتوح الفاء الساكن العين أن يجمع على « أفعل » إذا كان صحيح العين ، وقد يجمع على أفعال في القليل ، مثل فرد وأفراد ، وذنب وأذناب . وانظر شرح الشافية ( 2 : 90 ) . [2] كذا رواه صاحب الأغانى . وفى الأصل : جزى اللَّه شرا كل من نال شره * و ينحل منها الرب في غيره الردى [3] خصمتك : حاجّتك وغلبتك .
57
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 57